الإجماع على وجوب القنوتات المستلزم لوجوب التكبيرات كما يظهر من الأخبار يرجّح العمل على المشهور.
ثمّ اعلم أنّ المستفاد من خبر إسماعيل الجعفي وصحيحة يعقوب بن يقطين : هو : أنّ القنوت والدعاء بين تكبيرات صلاة العيد ، لا بينها وبين تكبير الركوع ، وعلى هذا يلزم كون القنوت سبعاً كما لا يخفى ، والمشهور خلاف ذلك كما قد عرفت.
والمنقول عن ظاهر الشيخ في النهاية والمبسوط هو أيضاً ما يفهم من الخبرين (١).
ويمكن أن يقال : إنّ الخبرين وإن كانا غير ظاهرين في المشهور ، أو ظاهرين على خلافهم ، لكن في رواية عليّ بن أبي حمزة ظهور ما لما ذهبوا إليه.
وهو يظهر من أخبارٍ أُخر أيضاً ، مثل رواية بشير (٢) بن سعيد عن الصادق عليهالسلام ، قال : «تقول في دعاء العيدين بين كلّ تكبيرتين : الله ربّي أبداً ، والإسلام ديني أبداً ، ومحمّد نبيي أبداً ، والقران كتابي أبداً ، والكعبة قبلتي أبداً ، وعليّ وليّي أبداً ، والأوصياء أئمّتي أبداً ، وتسمّيهم إلى آخرهم ، ولا أحدَ إلا الله» (٣).
ورواية محمّد بن عيسى بن أبي منصور عنه عليهالسلام ، قال : «تقول بين كلّ تكبيرتين في صلاة العيدين : اللهم أهل الكبرياء والعظمة» (٤) الحديث.
وصحيحة الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن الباقر عليهالسلام ، قال : «كان أمير المؤمنين عليهالسلام إذا كبّر في العيدين قال بين كلّ تكبيرتين : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، اللهم أهل
__________________
(١) النهاية : ١٣٥ ، المبسوط ١ : ١٧٠.
(٢) في «م» و «ح» والوسائل : بشر.
(٣) التهذيب ٣ : ٢٨٦ ح ٨٥٦ ، الوسائل ٥ : ١٣١ أبواب صلاة العيد ب ٢٦ ح ٤ ، والرواية ضعيفة لأنّ راويها مجهول ، وفي طريقها عبد الرحمن بن حماد ، وقال النجاشي : إنّه رمي بالضعف والغلوّ ، وقال ابن الغضائري : ضعيف وفي مذهبه غلوّ (انظر رجال النجاشي : ٢٣٨ رقم ٦٣٣ ، ومعجم رجال الحديث رقم ٦٣٦١).
(٤) التهذيب ٣ : ١٣٩ ح ٣١٤ ، الوسائل ٥ : ١٣١ أبواب صلاة العيد ب ٢٦ ح ٢ والرواية ضعيفة السند لجهالة الراوي وغيره كسليمان الزراري وسعدان بن مسلم (انظر معجم رجال الحديث رقم ١١٥٠٣ ، ٥٥٢٩ ، ٥٠٨٦).