ليباهي ملائكته بالعبد يقضي صلاة الليل بالنهار ، فيقول : ملائكتي انظروا إلى عبدي يقضي ما لم أفترضه عليه ، أُشهدكم أنّي غفرت له (١).
وحسنة محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال ، قلت له : رجل مرض فترك النافلة ، قال : «يا محمّد ، ليست بفريضة ، إن قضاها فهو خير يفعله ، وإن لم يفعل فلا شيء عليه» (٢).
وصحيحة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ، قلت له : أخبرني عن رجل عليه من صلاة النوافل ما لا يدري ما هو من كثرتها ، كيف يصنع؟ قال : «فليصلّ حتّى لا يدري كم صلّى من كثرتها ، فيكون قد قضى بقدر ما عليه من ذلك».
ثمّ قال ، قلت له : فإنّه لا يقدر على القضاء ، فقال : «إن كان شُغله في طلب معيشة لا بد منها أو حاجة لأخٍ مؤمن فلا شيء عليه ، وإن كان شُغله لجمع الدنيا والتشاغل بها عن الصلاة فعليه القضاء ، وإلّا لقي الله عزوجل وهو مستخفّ متهاون مضيّع لحرمة رسول الله صلىاللهعليهوآله».
قلت : فإنّه لا يقدر على القضاء ، فهل يجزي أن يتصدّق؟ فسكت مليّاً ثمّ قال : «فليتصدّق بصدقة» إلخ.
قلت : فما يتصدّق؟ قال : «بقدر طَوله ، وأدنى ذلك مدّ لكلّ مسكين مكان كلّ صلاة».
قلت : وكم الصلاة التي يجب فيها مدّ لكلّ مسكين؟ قال : «لكلّ ركعتين من صلاة الليل مدّ ، ولكلّ ركعتين من صلاة النهار مدّ».
فقلت : لا يقدر ، فقال : «إذن مدّ لكلّ أربع ركعات من صلاة النهار» قلت : لا يقدر ، قال : «فمدّ إذن لصلاة الليل ومدّ لصلاة النهار ، والصلاة أفضل ، والصلاة
__________________
(١) الفقيه ١ : ٣١٥ ح ١٤٣٢ ، الوسائل ٣ : ٥٦ أبواب أعداد الفرائض ب ١٨ ح ٣.
(٢) الكافي ٣ : ٤١٢ ح ٥ ، الفقيه ١ : ٣١٦ ح ١٤٣٥ ، التهذيب ٣ : ٣٠٦ ح ٩٤٧ ، الوسائل ٣ : ٥٨ أبواب أعداد الفرائض ب ٢٠ ح ١.