السابع : يستحبّ أن يُجعل معه جريدتان بإجماع أصحابنا ، والأخبار به من الطرفين مستفيضة (١) ، ولكن العامة لم يعملوا بها.
وعلّل في أخبارنا بأنه يوجب تجافي العذاب عنه ، وفيها أنّ ذلك ينفع المحسن والمسيء ، والمؤمن والكافر ، وذلك من الأُمور التي لا تبلغه عقولنا كأكثر الأحكام الشرعية.
ويشترط أن تكونا خضراوين ، لتصريح الأخبار ، وتعليلها بأنه لا يعذّب الميّت ما دامت رطبة ، وفي بعضها التصريح بعدم جواز اليابس أيضاً (٢).
والمشهور أن تكونا من النخل ، وإن لم يوجد فالسدر ، وإن لم يوجد فالخلاف ، وإلّا فمن شجر رطب ، لرواية سهل بن زياد (٣) ، ويحمل عليها إطلاق غيرها من الأخبار.
وقدّم المفيد الخلاف على السدر (٤) ، وهو مختار سلّار (٥) والعلامة في الإرشاد (٦) ، ولا يحضرني مستنده.
وذهب جماعة منهم الشيخ في الخلاف إلى أنّه مع تعذّر النخل يؤخذ من شجر رطب (٧) ، وتدلّ عليه حسنة عليّ بن بلال (٨).
وهناك قول آخر ذهب إليه الشهيدان ، وهو قول المشهور مع تقديم الرمان على
__________________
(١) الوسائل ٢ : ٧٣٦ أبواب التكفين ب ٧ ، صحيح البخاري ٢ : ١١٩ باب الجريد على القبر.
(٢) الوسائل ٢ : ٧٣٦ أبواب التكفين ب ٧.
(٣) الكافي ٣ : ١٥٣ ح ١٠ ، التهذيب ١ : ٢٩٤ ح ٨٥٩ ، الوسائل ٢ : ٧٣٩ أبواب التكفين ب ٨ ح ٣.
(٤) المقنعة : ٧٥.
(٥) المراسم : ٤٧.
(٦) الإرشاد ١ : ٢٣١.
(٧) الخلاف ١ : ٧٠٤ مسألة ٤٩٩.
(٨) الفقيه : ١ : ٨٨ ح ٤٠٧ ، الوسائل ٢ : ٧٣٨ أبواب التكفين ب ٨ ح ١.