صحة تاريخ رابعة العدوية :
(وقد ادعى) قوم أن السيدة نفيسة ورابعة العدوية كانتا متعاصرتين وليس الأمر كذلك فإن السيدة رابعة العدوية أم الخير ابنة اسماعيل البصرى توفيت سنة خمس وثلاثين ومائة فى خلافة السفاح ، وكان مولد السيدة نفيسة فى سنة خمس وأربعين ومائة ، فكان بين مولد السيدة نفيسة وموت رابعة العدوية عشر سنين فبطل قول من ادعى ذلك (واسم) رابعة كثير غير أن الأعيان منهن ثلاثة : رابعة العدوية المقدم ذكرها (والثانية) ابنة اسماعيل الدمشقية وقد شاركت الأولى فى اسمها واسم أبيها (والثالثة) رابعة بنت إبراهيم بن عبد الله البغدادية تسمى رابعة بغداد ، (فأما رابعة العدوية) فإن قبرها بالبصرة معروف هناك مشهور (وأما رابعة الدمشقية) فإنها توفيت بالقدس الشريف ودفنت على رأس جبل معروف هناك بالطور وإنما عرفت بالقدسية لكونها دفنت هناك وبعض الناس يزعم أنها رابعة العدوية وليس كذلك (وأما رابعة البغدادية) فإنها توفيت ببغداد ودفنت بها فى يوم الأحد حادى عشر ذى القعدة سنة ثمانى عشرة وخمسمائة والله تعالى أعلم (ومما يحكى) ايضا من مناقب السيدة نفيسة أن رجلا تزوج بامرأة ذمية فرزق منها ولدا وكبر الولد ثم سافر فأسر فى بلاد العدو فجعلت أمه تدخل البيع وتتضرع وولدها لا يأتى فقالت لبعلها بلغنى أن بين أظهركم امرأة يقال لها نفيسة بنت الحسن الأنور اذهب اليها لعلها تدعو لولدى أن يأتى فإن نجا آمنت على يديها فخرج الرجل فأتى معبدها فقص عليها القصة فدعت له فعاد إلى زوجته فأخبرها فلما كان الليل إذ بالباب يطرق فقامت المرأة ففتحت الباب فإذا ولدها قد جاء فقالت له كيف كان أمرك قال لم أشعر إلا ويد وقعت على القيد وسمعت قائلا يقول أطلقوه فقد شفعت فيه نفيسة بنت الحسن فما شعرت حتى وقفت على هذا الباب فأسلمت المرأة وحسن إسلامها.