إلى المسجد فما خرج منه حتى مات.
وإلى جانبه قبر الشيخ أبى العباس بن السقطى وإلى جانبهم من الجهة القبلية قبر الفقيه الامام أبى عبد الله محمد بن الحسن بن إبراهيم الفقيه الجزرى المالكى على قبره عمود قصير ويليهم قبر الشيخ عمران بن داود بن على الغافقى ، كان فقيها عالما وأقام خمس عشرة سنة لا يمر فى سوق ولا رأى امرأة قط إلا غض بصره قيل إنه أوصى أن يجعل خاتمه فى أصبعه بعد موته فلما مات غسلوه وأراد الغاسل أن يدرجه فى أكفانه رفع الشيخ أصبعه فقال الغاسل لأهله : مالى أرى الشيخ رافعا أصبعه؟ فقالوا لا ندرى ، فذكر بعضهم ما قال الشيخ ، فقال لهم إن الشيخ أوصى أن يجعل خاتمه فى أصبعه فجعلوه فى أصبعه فاستقر وإذا عليه : عبد مذنب ورب غفور.
ذكر المقبرة المعروفة ببنى اللهيب ، ومن بها من
العلماء والفقهاء والمحدثين والأنصار
حكى عن الشيخ على بن الجباس والد الشيخ شرف الدين صاحب التاريخ أنه جاء إلى هذه المقبرة ليزور من بها ليلة جمعة وقرأ سورة هود إلى أن وقف على قوله تعالى (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) ، فسمع قائلا يقول له : يا ابن الجباس تأدب ما فينا شقى ، بل كلنا سعداء.
فأجل من بهذه المقبرة الإمام العالم العلامة أبو الحسن على بن إبراهيم ابن مسلم الأنصارى ابن بنت أبى سعيد ، كان رحمه الله تعالى حسن الفتوى ، وكان قد انقطع فى بيته للعبادة وآلى على نفسه أن لا يؤم ولا يفتى ، وكان فى أول عمره بزازا ، قيل وسبب انقطاعه واشتغاله بالعلم ، ثم بالعبادة ، أنه