الصحابة وكان إذا صب فيه ماء ولو بدرهم من غير حل اصبح فارغا وإن كان من حل يصبح على حاله فذهب هذا الزير فى الشدة التى كانت بمصر سنة اثنتين وستين وستمائة قال بعضهم انه كان بالقرافة الكبرى اثنا عشر ألف مسجد قد دثرت ولم يبق منها إلا ما ذكرناه.
مسجد ابن مرة الرعينى :
ومن المساجد الشريفة المقصودة بالدعاء المسجد المعروف بسكن ابن مرة الرعينى وبهذا المسجد بئر يستشفى بمائها بإذن الله تعالى وكان مستفيضا عند المصريين أن من أصابته الحمى فيأخذ من ماء هذه البئر ويغتسل به فتذهب عنه الحمى وحكى عن بعض ملوك مصر أنه أصابته الحمى فذكر له ذلك المكان فقصده وصلى فيه ركعتين ودعا الله سبحانه وتعالى واغتسل من البئر فزالت الحمى عنه فأمر ببنائه وتجديده وبني أعلاه منظرة عظيمة ودامت عامرة إلى أيام الشدة الكائنة فى سنة سبع وتسعين وخمسمائة فهدمها المفسدون واندرست آثارها وهذا الموضع معروف ببئر سكن وهو فى ذيل الكوم على يسرة السالك من القرافة الكبرى إلى درب الكوم الأحمر وهو مكان مبارك مشهور مقصود من الخطط الصحابية.
مشهد النور :
وبالخطة أيضا قبر السيدة الشريفة مريم ابنة عبد الله بن محمد بن أحمد ابن إسمعيل بن القاسم المرسى بن طباطبا ويعرف مشهدها بمشهد النور بناه عليها الحافظ وسبب بنائه لذلك أن هذا القبر كان تحت الكوم وكان الناس من أهل الجيزة وغيرهم يرون النور بهذا المكان فى غالب الليالى كهيئة العمود فبلغ ذلك الحافظ فأمر بنبش هذا المكان فظهر القبر وعليه بلاطة مكتوب فيها النسب المقدم ذكره فأمر ببنا هذا المسجد وجعل عليه