الفقيه أبى جعفر محمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك الأزدى الطحاوى الفقيه الحنفى انتهت اليه رياسة أصحاب أبى حنيفة رحمة الله تعالى عليه بمصر وكان أولا شافعى المذهب قرأ على الامام المزنى فقال له يوما والله لا جاء منك شىء فغضب أبو جعفر من ذلك وانتقل إلى ابن أبى عمران الحنفى واشتغل عليه فلما صنف مختصره قال رحم الله أبا ابراهيم يعنى المزنى لو كان حيا لكفر عن يمينه.
وذكر أبو على الخليل فى الإرشاد فى ترجمة المزنى أن الطحاوى المذكور كان ابن أخت المزنى وإن أحمد بن محمد السروجى قال قلت للامام الطحاوى لم خالفت خالك واخترت مذهب الامام أبى حنيفة قال لأنى دريت خالى يديم النظر إلى كتب الإمام أبى حنيفة فلذلك انتقلت اليه (وصنف) كتبا مفيدة منها أحكام القرآن واختلاف العلماء ومعانى الآثار والشروط والتاريخ الكبير وعقيدة فى أصول الدين وكانت ولادته ليلة الاحد لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائتين ووفاته فى ليلة الخميس مستهل ذى القعدة سنة إحدى وعشرين وثلثمائة بمصر ودفن بهذه التربة وهى تعرف ببنى الأشعث.
مآثر الطحاوى :
قال الكندى : للطحاوى دعوة مجابة ، وكان يقول من طهر قلبة من الحرام فتحت لدعوته أبواب السماء وقيل إن أمير مصر أبا المنصور تكين الجزرى الشهير بالجبار دخل عليه يوما فلما رآه داخله الرعب فأكرمه وأحسن اليه ثم قال له يا سيدى أريد أن أزوجك ابنتي قال له لا أفعل ذلك ، فقال له ألك حاجة لمال قال له : لا ، قال : فهل أقطع لك أرضا قال له لا ، قال له : فاسألني