غير ذلك والله تعالى أعلم وهذا المسجد الآن معروف بمسجد الرحمة وهو فى الرحبة التى هى قبلى سوق القرافة تجاه دار حسن الرائض ودار صافى الصغيرة ملاصق مصنع أحمد بن طولون ، ولقد كان من أصابه من أهل مصر كرب أو هم أو مظلمة أو شدة أو حاجة لا يقصد هذا المسجد ويصلى فيه وبسند ظهره إلى العمود الذى فى وسطه وبدعو الله تعالى بحاجته إلا قضاها وكان الماوردى الوزير يلزم هذا المسجد ومسجد الاقدام كثيرا وكان كثير النذور بالشمع والبخور والخلوق فغفل الناس عنه فهو الآن مهجور.
ويجاوره تربة النباش والخط المذكور بالقرب من تربة أمراء الفاطميين ويعرف بتاج الملوك.
وكانت هذه التربة أعنى تربة تاج الملوك مجتمع المصريين فى المواسم والأعياد وهى باقية إلى الآن.
تربة النباش وأعماله :
وأما النباش فانه كان من أهل الخير والصدقات.
قيل إنه جهز ألفا ومائتى يتيم وكفن ألفا وستمائة طريح وحج اثنتين وثلاثين حجة وكان يحضر خلف الفقيه النعمان ويجود على طلبة العلم.
قيل إن رجلا من بغداد سمع به فأتاه فوجده قد مات فأتى إلى قبره وبكى عنده فرآه فى المنام فقال لو جئت إلينا ونحن أحياء أعطيناك مما أعطانا الله تعالى ولكن اذهب إلى المختار وقل له إن فلانا يسلم عليك ويسألك فى خمسين دينارا فتوجه إليه وأخبره بالمنام فأخرجها له فى صرة وناوله إياها وقال ما أبطأك؟ فأخذها منه وانطلق ، وإنما سمى النباش بهذا