وكان بناء أحمد بن طولون للقطائع والجامع وقصره الذى نزل فيه فى سنة ست وخمسين ومائتين وقيل سنة تسع وخمسين وكان المنفق على بنائه مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار.
ولهذا الجامع ترجمة واسعة ذكرناها فى تاريخنا المنبه عليه فى هذا الكتاب.
ومنها أنه بنى إلى جانبه البيمارستان وأنفق على بنائه ستين ألف دينار ولم يكن بمصر قبل ذلك بيمارستانا.
وبنى أيضا إلى جانبه الميدان ثم لما كان فى دولة الحاكم بأمر الله أخبر الحاكم بأن بالقرب من الجامع الطولونى قبور جماعة من السادات الأشراف فأمر ببناء مساجد ثلاثة فى هذا الخط فسميت هناك بالمشاهد الحاكمية وذلك فى شهر رمضان سنة اثنتين وأربعمائة (١).
(ذكر ما هنا من المشاهد)
فمن ذلك قبرية السيدة الجليلة نفيسة بنت الحسن ومشهد السيدة فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ومشهد به السيدة رقية بنت على بن أبى طالب ومشهد به آسية ابنة مزاحم امرأة فرعون (وبجوار) جامع ابن طولون على يسار سالك الطريق إلى مصر باب مكتوب على أسكفته
__________________
(١) لا يعرف من مشاهد الأشراف بهذه المنطقة الا مشهد السيد محمد الأصغر ومعروف بالأنور بن زيد الجواد بن الحسن بن على بن أبى طالب وهو ابن أخى السيدة نفيسة بنت الحسن لا عمها كما يزعم الناس ومشهد السيدة سكينة بنت الامام الحسين عليه السلام.