بالصلاة فيجىء الوحش فيؤذيك ولا تجد سبيلا وكان بالقرب منه شجرة وزعم فى نفسه أنه إذا صلى تحت تلك الشجرة ثم جاءه شىء يؤذيه يصعد إلى الشجرة فلما أحرم للصلاة جاء أسد عظيم حتى وقف بين يديه فنظر الشيخ إليه فتوسوس وأبطل صلاته وقال فى نفسه أنت الجانى على نفسك فإنك جعلت تكالك على هذه الشجرة أذلك الله ثم قال فى نفسه والله ما أصلى إلا فى مكانى الذى صليت فيه أولا فأخذ العكاز والابريق وجاء إلى ذلك المكان ووقف وأحرم للصلاة وإذا بالأسد حرك ذنبه وسار فصلى ما قدر الله أن يصلى وأقام فى سياحته اثنتى عشرة سنة على قدم التوكل فى المجاهدة إلى أن أذن له فى الجلوس فبلغ رحمه الله تعالى بالمجاهدة مقام المشاهدة وله ترجمة واسعة فى أحواله وأقواله وفى سياحته إلى صعيد مصر وإلى ثغر دمياط وغير ذلك تركنا ذلك خوف الاطالة وكانت وفاته فى يوم الثلاثاء فى عشر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ووجد بخط والده أن مولده فى يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وستمائة فعلى هذا فقد بلغ من العمر ستا وسبعين سنة وأحدا وعشرين يوما.
ذكره فى كتاب الزهر الفائح :
وقد حكى عنه صاحب كتاب الزهر الفاتح فى وصف من تنزه عن الذنوب والقبائح عن بعض الصالحين أنه رأى الشيخ حسان وهو يبكى خلف جنازة فقال يا أخى ما هذه منك؟ قال له زوجتى فقال كم لها فى صحبتك؟ فقال مدة طويلة فقال له فما كان السبب فى زواجك لها ، قال كنت أصلى فى مسجد يحيى بن نعيم فلما كان فى بعض الأيام خرجت من المسجد وإذا أنا