فى نيابة السلطنة بمصر فلازم الجلوس بهذه المدرسة مع نواب دار العدل وانتصب لكف المظالم واستمر جلوسه بها مدة ثم إن الملك السعيد ناصر الدين محمد ابن الدخان بن الملك الظاهر بيبرس وقف الصاغة التى تجاهها وأماكن أخر على الفقهاء المقررين بها.
ولما كان يوم الجمعة الحادى والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وسبعمائة جعل بها الأمير قراقوش المعروف بنائب الكرك الغزنوى خطبة بايوان الشافعية من هذه المدرسة وقبة الملك الصالح أنشأتها له عصمة الدين شجرة الدر والدة خليل لأجل مولاها السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بعد موته ، ونقل من مدفنه بالروضة إلى هذه القبة ودفن بها فى يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب سنة ثمان وأربعين وستمائة.
وإلى جانب (١) هذه المدارس من الشرق مدرسة السلطان الملك الظاهر أبى الفتوح بيبرس البندقدارى ركن الدين سلطان الاسلام.
وابتدأ بعمارتها فى ثانى ربيع الآخر سنة ستين وستمائة.
نظام المدارس بالنسبة للفقهاء وأهل العلم :
وقد انتهت العمارة بها ثم حضر الفقهاء وأهل العلم والقراء والمحدثون فجلس شيخ الشافعية بالإيوان القبلى هو وجماعته وهو الشيخ تقى الدين محمد ابن الحسن رزين الحموى.
__________________
(١) هذه المدارس قد أصابها الاندثار ولم يتبق منها سوى مقعد ماماى وهو المعروف ببيت القاضى ودار محب الدين بن الموقع المعروفة بقاعة عثمان كتخدا وسبيل خسرو باشا والمدرسة الحجازية ومدرسة مثقال وهى المدرسة السابقية وضريح الشيخ نسا المعروف بسنان وسبيل عبد الرحمن كتخدا وضريح بهاء الدين القادرى المجذوب شيخ الشعرانى بحارة القبوة يعرف بالأربعين وسبيل محمد على باشا بشارع النحاسين والمدرسة البديرية بحارة الصالحية.