وحكى أيضا عن القاضى ابن ميسر أنه قال إن النيل توقف فى زمانها إليها فأخرجت اليهم قناعا فجعلوه فى النيل وهم ينظرون إلى البرين أسودين فعلا الماء البرين بين وأوفى النيل وحكى بعض مشايخ مصر أنه كان فى حال حياتها أمير ظالم فطلب إنسانا ليعذبه ظلما فمر ذلك الإنسان بالسيدة نفيسة واستجار بها فقالت له بعد أن دعت له بالخلاص منه امض حجب الله تعالى عنك أبصار الظالمين فمضى ذلك الرجل مع أعوان الأمير الظالم إلى أن وقفوا بين يديه فقال الأمير لأعوانه أين فلان قالوا إنه واقف بين يديك فقال الأمير والله ما أراه فقالوا إنه مر بالسيدة نفيسة وسألها الدعاء فقالت له حجب الله تبارك وتعالى عنك أبصار الظالمين فقال أو بلغ من ظلمى هذا كله أن يحجب الله عنى المظلوم بالدعاء يا رب إنى تائب اليك ثم كشف رأسه فلما تاب ونصح فى توبته نظر الرجل وهو واقف بين يديه فدعا به وقبل رأسه وألبسه أثوابا سنية وصرفه من عنده شاكرا ثم إنه جمع ماله وتصدق به على الفقراء والمساكين وأرسل إلى السيدة نفيسة بمائة ألف درهم وقال هذه شكرا لله تعالى من عبد تاب إلى الله تعالى فأخذت الدراهم وصرتها صررا بين يديها وفرقتها عن آخرها وكان عندها بعض النساء فقالت واحدة لها يا سيدتى لو تركت لنا شيئا من هذه الدراهم نشترى به شيئا نفطر عليه قالت لها خذى غزل يدى بيعيه بشىء نفطر عليه فذهبت المرأة وباعت الغزل بشىء يفطرون عليه ولم تلتمس من ذلك المال شيئا.
كرامات السيدة نفيسة :
وحكى ابن الزيات فى الكواكب السيارة أن من غريب مناقب السيدة نفيسة بنت الحسن أن امرأة عجوزا لها أربعة أولاد بنات كن يتقوتن من