نبذة عن تربة القاضى يغمور :
وهناك تربة القاضى يغمور كان ورعا زاهدا وكان إذا رآه العاضد الفاطمى نزل له عن سريره وكان معظما فى الدولة وكان العدول فى زمنه اثني عشر عدلا خمسة بمصر وسبعة بالقاهرة وجاء رجل من البصرة له بهدايا فقال لما جئت بهذا؟ فقال هدية للقاضى وأريد أن أكون عدلا قال له خذ هديتك وإذا كان من الغد احضر بها فى المجلس فلما كان من الغد أتاه فى المجلس فوجد الاثنى عشر عدلا جلوسا فقال لهم أترضون أن يكون هذا عدلا معكم؟ فقال الجميع لا ، فقال القاضى لم يبق عندى من يزكيك.
وجاءه رجل بطبق من رطب قبل أن يلى القضاء فكافأه عليه ثم جاءه فى بعض الأيام ومعه خصم له فلما رآهما قال إنى لا أحكم بينكما فقيل له فى ذلك فقال إنه أهدى إلى طبقا من رطب من سبع سنين.
وجاء إلى بابه الواعظ ابن نجيبة الأنصارى الحنبلى فغلق الباب وقال رأيته يلمس الذهب بيده وهو يزعم أنه واعظ وجاء القراء إلى بابه فقرءوا القرآن فقال لهم أفيكم من يأتى إلى باب الخليفة فقالوا كلنا نقرأ له فى الحضرة فقال حفظتم القرآن إلا آية واحدة ، فقالوا وما هى؟ فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) وكان له جارية تصنع له كل يوم خمسة أرغفة تقرأ على كل رغيف حزبا من القرآن.
فلما كان فى بعض الأيام قرأت على أربع وتركت رغيفا لم تقرأ عليه شيئا فوقع فى سهمه فلما أكل منه لقمة قال لها لم لم تقرئى على هذا الرغيف شبئا قالت يا سيدى ومن أعلمك قال إنى أجد منه ريح المسك والآن