وإلى جانبه تربة الملك الصالح أبى الغارات طلائع بن رزيك الأرمنى ثم المصرى وزير الديار المصرية أيام الفائز والعاضد الفاطميين وهو الذى بنى جامع الصالح ظاهر باب زويلة وبني مشهد الحسين الذى بالقاهرة فى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وأوقف بلقس بالقليوبية وبركة الحبش على السادة الأشراف واتصل ثبوتها على يد قاضى القضاة بدر الدين أبى الحجاج يوسف ابن الحسن النجارى الشافعى فى ربيع الآخر سنة أربعين وستمائة فى أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب وكذلك اتصل ثبوتها يقاضى القضاة عز الدين بن عبد السلام ونفذها قاضى القضاة وجيه الدين المهلبي فى شعبان سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.
مآثر الصالح بن رزيك :
ومن غريب ما اتفق للصالح بن رزيك المذكور أنه كان جالسا مع أصحابه فى بعض الليالى فقال لأصحابه فى مثل هذه الليلة قتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله تعالى وجهه ثم أنه اغتسل وصلى عليه على رأى الإمامية مائة ركعة وعشرين ركعة أحيا بها ليلته وخرج وركب فعثر جواده وسقطت عمامته عن رأسه فتشوش من ذلك وقعد فى دهليز داره وأمر بإحضار ابن الضيف وكان يتعمم للخلفاء فلما أحضر وأحذ فى إصلاح العمامة قال له رجل يعيذ الله مولانا ويكفيه من الذى جرى بما يتطير منه فإن رأى مولانا أن يؤخر الركوب ويفعل فقال له الطيرة من الشيطان ليس إلى تأخر الركوب سبيل فركب فضربه إنسان وعاد محمولا فمات شهيدا فى سنة ست وخمسين وفى هذه التربة معه ولده الملك العادل رزيك بن طلائع الوزير أيضا ومات شهيدا أيضا وبها جماعة أخرى.