هذا الموضع لو كان فيه رطب فتبسم الشيخ وقال أتشتهون الرطب وحرك الشجرة وقال أقسمت عليك بالذى أبداك وخلقك أن تنثرى علينا رطبا فتناثر الرطب منها فأكلنا ثم نمنا وانتبهنا فحركها الشيخ فتناثر منها شوك وللشيخ كرامات كثيرة يطول ذكرها فى هذا المختصر.
حكى الشيخ ذو النون المصرى قال كنت راكبا فى سفينة فسرق منها درة فاتهموا بها شابا فقلت دعونى أترفق به لعله يخرجها فأخرج رأسه من تحت كسائه فتحدثت معه فى ذلك المعنى وتلطقت به فرفع الشاب رأسه إلى السماء وقال أقسمت عليك يا رب لا تدع أحدا من الحيتان إلا ويأتى بجوهرة قال فرأيت حيتانا كثيرة على وجه البحر.
وكانت وفاة الشيخ ذى النون المصرى بالجيزة وحمل فى قارب مخافة أن ينقطع الجسر من كثرة الناس الذين مع الجنازة ، قيل ولما حمل على أعناق الرجال جاءت طيور خضر ترفوف عليه ، وكانت وفاتة سنة خمس وأربعين ومائتين.
وكان اسمه يونان بن ابراهيم وكان قد وشى به إلى المتوكل فاستحضره من مصر فلما دخل عليه وعظه فبكى واستعذر إليه ورده إلى مصر.
من مواعظه :
ومن كلامه رحمه الله تعالى أنه قال إنما دخل الفساد على الناس من ستة أمور.
الأول من ضعف النية لعمل الآخرة.
والثانى أن أبدانهم صارت رهينة لشهواتهم.