والثالث غلبهم طول الأمل مع قرب الأجل.
والرابع آثروا رضا المخلوقين على رضا الخالق.
والخامس اتباعهم هواهم ونبذهم سنة نبيهم وراء ظهورهم.
والسادس جعلوا زلات السلف حجة لأنفسهم ودفنوا أكثر مناقبهم.
وسئل ذو النون المصرى لما أحب الناس الدنيا؟ فقال لأن الله تعالى جعل الدنيا خزانة أرزاقهم فمدوا أعينهم إليها.
ومعه فى التربة (١) أبو على الحسن بن همام الروذبارى قيل إنه من نسل كسرى أنوشروان (وقال) ابن الكاتب ما رأيت أجمع لعلم الشريعة وعلم الحقيقة منه قال اكتساب الدنيا مدلة النفوس واكتساب الآخرة معزة النفوس ، فوا عجباه لمن يختار المذلة لما يفنى ويترك المعزة لما يبقى.
ومعهما فى التربة مع جدار الحائط من جهة القبلة قبور الصوفية وإلى جانب ذى النون المصرى قبر الشريف القابسى ومعهم الشيخ الفانى وعلى يمينك بين البابين قبر الشيخ أبى عمران بن موسى بن محمد الأندلسى الضرير الواعظ صاحب القصيدة ، كان من كبار المشايخ جمع بين العلم والورع ومعه جماعة من الأولياء.
وإذا خرجت من هذه التربة تجد قبور الصوفية وقبر الرجل الصالح المغروف بالبزاز وقبر الرجل الصالح ذى العقلين.
__________________
(١) هذه التربة معروفة بأبى على الروزبارى وهى من الجهة الغربية لحوش ذى النون على يمين الداخل من باب الحوش والى جانبها ضريح سيدى محمد بن الترجمان.