فقال ائتنى به فمضى إليه وجاء به فقال له عفان من أين لك هذه الصرة؟ فقال له يا سيدى انكسر لوكيلك على مائة دينار فصليت الصبح ثم دعوت الله سبحانه وتعالى وأسندت ظهرى إلى حائط المحراب فلم أشعر حتى وجدت هذه الصرة فى حجرى ففرج عنى بها ، فقال لوكيله لا تطالب بالمائة وامحها عنه ودفع له الصرة وقال له خذ هذه رقع بها حالك.
خليفة مصر وزيارته لقبر عفان :
وقيل إن الحافظ لدين الله العبيدى خليفة مصر رأى فى المنام قائلا يقول له يا عبد المجيد لم لا تزور قبر عفان بن سليمان فركب وزار قبره ودعا عنده فى الشباك (وكان) قاضى مصر يخلو به ويحدثه ويسأله عن الناس فيقول له لا تسألنى الا نفسى وتقصيرها وعجزها عن فرائض الله عليها.
مآثر الشيخ عفان :
واتفق أن رجلا فقيرا كان يعمل فى صنعته كل يوم بدرهم وربع درهم وله أولاد صغار فاشتهوا عليه شيئا من الحلوى فاشترى لهم بما عمل به فى ذلك اليوم نيدة فلما جاز على طريق دار عفان عثر فى الأعدال فوقعت النيدة من يده وتبددت وعفان ينظر اليه وهو واقف باهت فاستحضره عفان واستخبره عن قصته فأخبره بها ، فقال له عفان : ارجع الى الاعدال فما كانت عليه نيدتك فخذه فوجد النيدة قد وقعت على عدل واحد فأخذه ومضى.
أسباب ثراء عفان وزهده :
وقيل إن سبب غنى عفان هذا أنه كان يعمل الخياطة فاشترى عبدا زنجيا شابا ليخدمه فلما كان فى بعض الأيام أمره عفان أن يوقد التنور ليخبز فيه فسجر التنور وأوقده فشهقت النار فى التنور ففرح العبد وطرب