لشهيق النار فمضى إلى ثياب عفان التى كان يتجمل بها فألقاها فى النار وعمامته وكل ما كان لعفان فلما رأى عفان ما صنعه العبد رزقه الله تعالى الحلم والصبر فأعتق العبد وزوده وأخرجه ورجع عفان إلى بيته فسمح الناس ما فعل العبد مع عفان وما فعل عفان معه فى العتق فوقع لعفان فى قلوب الناس المحبة فجاء رجل من كبار تجار مصر إلى عفان وقال له عندى بضاعة تصلح للهند وقد اخترت أن تذهب لى بها ومهما ربحت فلك كذا واتفقا على ذلك فجهزه التاجر فخرج عفان ومعه البضاعة إلى البحر المالح فسافر فيه إلى عدن وأقام بها ما شاء الله ثم ركب البحر ودخل إلى بحر الهند وباع ما كان معه من البضائع وربح ثم رجع فعصفت عليهم الريح فألقت الريح بالسفينة إلى بلاد الزنوج فخافت التجار على أنفسهم وأموالهم ودخلوا إلى البر استقبلهم الزنوج وجعلوا يأخذون رجلا رجلا يحملونه ويردونه إلى السفينة ليعرضوه على ملكهم والملك لم يتكلم مع أحد منهم فلما أخذوا عفان أدخلوه على الملك فلما رآه قام اليه وقبل يديه ورجليه ووقف بين يديه ففزع عفان من ذلك فقال له الملك ألست عفان الخياط بمصر : الذى اشتريت غلاما زنجيا وأحرق ثيابك ولم تؤذه وقد أساء اليك وأعتقته وزودته؟ فقال عفان نعم أيها الملك فقال الملك يا عفان أنا هو ذلك العبد الذى اعتقنى وقد أعطانى الله تعالى هذه النعمة ببركة إحسانك إلى وجميع هذه المملكة لك وأنا ملك على هؤلاء وأنت ملك على فحمد الله تعالى عفان على ذلك وقال له أيها الملك أنت لى كالولد وبلادك لا تصلح لى ولا لمثلى فأمر له بسفينة وحمل فيها من الأموال مالا نهاية له ووهبه السفينة وجميع ما فيها وبعث معه من عبيده من وصله إلى بلاد اليمن ثم إن عفان رجع من بلاد اليمن إلى مصر ومعه مال لا يحصى فكان رحمه الله تعالى لا يرد سائلا وعمل الدور والحانات