القرافة يعم بخيره القرافة بكمالها الغنى والفقير وصرف عليه المال الجزيل فلما جاء خلفاء الفاطميين إلى الديار المصرية ونزلوا بها واختطوا القاهرة اتخذوا القرافة الكبرى سكنا وبنوا فيها المساجد والقصور والآثار والصهاريج ونزل غالبهم بها ، وضاقت بهم فأصابها عين الحاسد بحريق مصر والجامع العتيق وجامع الأولياء ثم حصل فى الدولة المستنصرية بمصر الغلاء العظيم فخرب غالب المعمور بها ثم جاء الفناء فخرب الباقى والأمر لله ما شاء يفعل فى البلاد والعباد وانقطع المعروف الواصل لها من الناس ثم انتدب السيد الشريف النعمان المصرى إلى إدارة الماء فى المصنع إلى القرافة وعلى الزوايا والصهاريج التى بها فحصل لأهل القرافة راحة عظيمة وثم هذا المعروف مستمرا بها مدة حياته إلى أن توفى فى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة فبطل هذا المعروف منها.
قبر أبى على التكرورى :
وفى هذه الخطة قبر عبد أسود يقال له الشيخ مبارك المعروف بأبى على التكرورى وكانت حرفته عجانا فى الأفران وكان غالب إقامته فى فرن بباب اللوق يعرف بالمعلم محمد المحلى الطحان فلما عجز وكبر سنه سكن بالقرافة فرأى فى قبلى الجامع كوما كبيرا ورحابا فاجتهد فى إزالة الكوم شيئا بعد شىء وشرع فى إنشاء قبور وصار يمشى هناك طولا وعرضا كلما وجد لوحا من رخام وضعه على قبر من القبور التى أقامها.
قبر الشريفة فاطمة الصغرى والكبرى :
وكان فى بحرى تربة الشيخ الأستاذ العارف أبى بكر الأدفوى قبة مرتفعة البناء بها قبر السيدة الشريفة فاطمة الكبرى والسيدة فاطمة الصغرى ومعهما جماعة من الاشراف فأخر بها المفسدون فأخذ مبارك هذا اللوح الرخام