تربة الكنز :
ثم ترجع إلى التربة المعروفة بالكنز وكان بها هناك مسجد صغير فهدمه رجل يعرف بالقرقوبى ووسعه قيل إنه لما هدم المسجد المذكور رأى الذى يريد بناءه فى نومه أن تحت هذا المسجد كنزا فاستيقظ وأمر الفعلة أن يحفروا الموضع الذى قيل له عنه فإذا قبر عليه لوح كبير وتحته ميت فى لحد أعظم ما يكون من الناس جثة وأكفانه طرية لم يبل منها شىء ، فقال هذا هو الكنز بلا شك ثم أمره باعادة اللوح فى التراب وأبرز التربة للناس ومقابله قبر الرجل الصالح المعروف بشحاذ الفقراء.
مقبرة الفقهاء الصياغ :
ويليه من الجهة القبلية مقبرة الفقهاء الصياغ كانوا أهل خير وصلاح ، حكى عن بعضهم أنه كان جالسا فى حانوته إذ جاءته امرأة ذات حسن وجمال فمدت يدها إليه ليصيغ لها سوارا فأعجبته فأمسك يدها وقبلها فجذبت يدها منه ثم وقع فى نفسه من ذلك شىء فاستغفر الله تعالى وقال للمرأة امضى إلى حال سبيلك وندم على ما وقع منه فلما جاء إلى منزله قالت له زوجته ما الذى اتفق لك اليوم فى الدكان فقال لها لأى شىء؟ قالت له اتفق لى أمر عجيب مع السقا قال وما ذاك؟ قالت مددت يدى لأعطى السقاء ثمن الماء فأمسك يدى وجذبتها من غير العادة ، فقلت فى نفسى لو لا أن زوجى فعل شيئا فى الدكان ما فعل بى هكذا ، فقال لها الشيخ نعم الأمر كذا وكذا وقص عليها ما اتفق له.