وكان كثير الشطح والأحوال فى المآل وكان السلطان أنعم عليه بمال ونسبت إليه أمور كثيرة فصاح يوما وقال : يا سلطان أجلى قريب من أجلك ، فوجم به السلطان فحبسه وكان يتحفه بالأطعمة وبقى بالحبس أربع سنين ، وأخبرهم بنويبة البلستين وهو محبوس ، وأن السلطان يظفر ويموت بعدى بأيام.
وتوفى الشيخ خضر (١) فى شهر الله المحرم سنة ست وسبعين وستمائة بالقلعة ودفن فى زاويته التى عمرها له الملك الظاهر هناك وعاش الملك الظاهر بعده نحو العشرين يوما ومات ودفن بدمشق.
مآثر الشيخ نجم الدين أبى الغنائم :
وفى آخر أرض الميدان زاوية مشهورة هناك بها قبر الشيخ الصالح العارف الناسك الفقيه المقرى المحدث المعتقد السالك نجم الدين أبو الغنائم محمد بن الشيخ الصالح العاف زين الدين أبى بكر بن جمال الدين عبد الله المطوعى الرياضى الشافعى المشهور بغنائم السعودى مولده بقرية من قرى (فارس كور) وهى (شر باص) بالوجه البحرى ونشأ بها على خير ظاهر ومعروف متواتر حتى مات والده وكان والده من مشايخ فقراء الشيخ الصالح منصور الباز الأشهب فلما مات
__________________
(١) الشيخ خضر وله زاوية سماها المقريزى بزاوية الشيخ خضر وترجم لها (ج ٤ ص ٢٩٩) وكانت معروفة بجامع العدوى ويوجد بالمسجد ضريح يزار وتقام الشعائر أيضا بالمسجد .. وفى هذه الزاوية (أو الجامع) رفات السرى زكى الدين الخروبى صاحب القنطرة.
والخروبى هذا هو أحد سراة مصر وأعيان تجارها وهو ينحدر من أسرة مصرية عرفت (بالخراربة) والسخاوى ذكر هذه الأسرة وترجم لها فى الضوء اللامع ويوجد لأحد هذه الأسرة أثر ظاهر بالقرافة يعرف بحوش الخروبى ومعروف الآن بتربة الحافظ ابن حجر العسقلانى.