ونمت حتى صار الجار والمار والوارد والمقيم يأكل من لبنها ، فلما كان فى بعض الأيام ورد على الشيخ ضيف من الفقراء أرباب الحالات وأصحاب المقامات ، فأراد أن يمتحن الشيخ فلما رآه دخل عليه صاح الشيخ للشاة الكبيرة يا مباركة هذا ، فجاءت مسرعة له فحلب منها وقدم اللبن إلى الضيف الوارد عليه وقال له يا فقير بسم الله كل ، فأكل الفقير من اللبن ثم رفع يده وقال يا سيد أنا أشتهى أن يكون هذا اللبن عليه عسلا لعل أن يعتدل فالتفت الشيخ إلى الغنم وصاح بامها أيضا وقال يا مباركة ، فجاءت إليه فأخذ الشيخ ثديها فى يده وحلب منها فى الإناء فإذا هو عسل كما اشتهى الضيف فقدمه للضيف فأكل منه وأراد أن يقوم فقام وهو مسلوب من السر الذى كان معه وهو يبكى ولم يره أحد بعد ذلك اليوم. فلما ظهرت هذه الكرامة للشيخ تعالى الناس فى محبته والاقبال عليه والزيارة له وسموه من ذلك الوقت بغانم وبأبى الغنائم.
ثم إن الشيخ اشتغل بالفقه على مذهب الإمام للشافعى على جماعة من المشايخ بالقاهرة.
مشايخ تتلمذ على أيديهم :
ومنهم الشيخ قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن على المصرى الشهير بابن القسطلانى ، واشتغل على غيره مع القراءات على الشيخ الصالح كمال الدين أبى الحسن على بن شجاع بن سالم الهاشمى العباسى الضرير.
توفى بزاويته ودفن بها فى سابع عشر شعبان سنة ثلاث وثمانين وستمائة ودفن معه أحد خدامه الشيخ على بن خلف القويسنى (وله) مناقب كثيرة تركناها خشية الإطالة (وإلى) جانبه قبر خادمه الشيخ إبراهيم السعودى