قال ابن زولاق الليثي فى تاريخه عن مدينة عين شمس وهى هيكل الشمس وعجائبها وملاعبها وأبنيتها وفيها العمودان اللذان لم ير أعجب منهما ولا من شأنهما ، وأنهما محمولان على وجه الأرض ليس لهما أساس ، وطولهما فى السماء خمسون ذراعا فيهما صورة إنسان على دابة وعلى رأسهما صومعتان من نحاس ، وإذا جرى النيل قطر من رأسهما ماء.
المقوقس وقصة مدينة عين شمس :
قال الواقدى إن المقوقس بن راعيل (١) : صاحب مصر كان تلميذا الحكيم اعتامود وكان فى زمنه حكيم اسمه عطلوس وهو الذى عمل دواليب الريح وغير ذلك. وكان قد اطلع على حكم وأسرار منها أن الله سبحانه وتعالى يبعث نبيا من أرض تهامة ، من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام وتطيعه العباد ، فعمل فى أيام راعيل رصدا على جسر عظيم من الرخام متوج بالنحاس بقرية تعرف بعين شمس وجعل فيه بأعلى الأعمدة التى هناك أشخاصا مجوفة ، وجعل وجوهها مما يلى مصر وكتب عليها إذا دارت هذه الأشخاص وجوهها مما يلى الحجاز فقد قرب ملك العرب.
فبينما المقوقس راكبا فى بعض الأيام لصيده وقنصه وذلك فى وقت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انتهى به مسيره إلى عين شمس وإذا
__________________
(١) المقوقس بن راعيل : تضاربت الأقوال والاجتهادات فى معرفته.
ولكننا من واقع بحثنا واجتهادنا نقول انه ليس المقوقس جريج بن مينا الذى عاصر سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام ولكن القريب الى العلم هو المقوقس قبرص الملكانى الذى كان مديرا لادارة الأموال ثم أصبح بطريقا للاسكندرية ثم أصبح حاكما على مصر فى عهد دولة الروم الشرقية وهو الذى عاصر الفتوحات الاسلامية لمصر. وانظر فتح البارى ج ١ كتاب : كيف كان بدء الوحى.