وأخاف على المسلمين فادع الله لنا فبسط الشيخ يديه ودعا وودع ومضى فأمر له بدنانير وغلمان فلم يقبل منها شيئا سوى درهمين ثم رجع متوجها إلى مصر ثم بعد أيام وقعت للخليفة بطاقة بأن الروم هلكوا عن آخرهم فى الساعة التي دعا فيها الشيخ وهى ساعة كذا فى وقت كذا من يوم كذا.
وسأله رجل عن الفقر فقال : من لا يسأل الناس الحافا ولا غير الحاف وكان كثير الزهد فى الدنيا داثم البكاء قيل انه لم ير مبتسما فى الدنيا فرآه بعضهم وهو مبتسم فسأله عن ذلك : فقال ذهبت تلك الحسرات وشهرته تغنى عن الاطناب فى مناقبه وحوله جماعة من الخولانيين.
وقد دثرت تربتهم وقبورهم ولم يبق منهم غير قبر واحد وهو القاضى زهرون الخولانى.
قبر شكر الأبلم :
ثم تمشى مشرقا خطوات يسيرة تجد قبر شكر الأبلم كان من عقلاء المجاذيب وكانت له إشارات وكرامات مشهورة حكى عنه أنه لما احترقت مصر خرج الناس يريدون التعدية إلى الجيزة فركبو مركبا والشيخ معهم فغرقت فى وسط النيل فسلم من فيها ووجدوا الشيخ واقفا على البر ولم يلحقه بلل ومقطفه فى يده وهو يبتسم.
وإلى جانبه قبر ابن ريحان المسلم ولم يبق من أثر تربتة غير محراب صغير وهو ما بين مسجد زهرون والمفضل بن فضالة.
ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة تجد قبر الشيخ الإمام الفقيه أبى الربيع سليمان بن أبى الحسن الرفا كان متصدرا بالجامع العتيق.