ثم صار لا ينزل إلا كل ثلاث ليال مرة يشترى قوته ويعود إلى منزله ولا يقبل من أحد شيئا ومن دس هليه شيئا بغير علمه رماه له إذا علم به.
وكان يغتسل للجمعة دائما بالخانقاه ويتوجه إلى الجمعة بكرة النهار مع محبة الناس له صانه الله منهم فكان إذا مر إلى الجمعة أو لشراء حاجته فلا يجسر أحد على الدنو منه وإذا دنا منه أحد وكلمه لا يجيبه أقام على ذلك نحو ثلاثين سنة وفى أثناء ذلك ترك النسخ واقتصر على الثلاثين درهما فى كل شهر وكانت تمر به الأعوام الكثيرة لا يتلفظ بكلمة سوى القراءة أو الذكر وفى كل شهر يحمل إليه خادم الخانقاه الثلاثين درهما فلا يأخذها إلا بالعدد حسابا عن كل درهم أربعة وعشرون فلسا كما كان الأمر قبل الحوادث وبالجملة فلا نعلم من يدانيه فى زمانه رحمة الله عليه (١).
جامع أحمد بن طولون والمشاهد الحاكمية :
(وأما جامع أحمد بن طولون) فإنه على جبل يشكر ويشكر بن جديلة من لخم. وقال اللبدى : جديلة وقال الحافظ المقريزى إن هذه الخطة من جبل يشكر إلى مشهد السيدة آسية من الخطط الصحابية تسمى خطة غافق وهو غافق بن الحرث بن عك بن عدنان بن عبد الله بن بلى إلى لخم فظهر أن الخط قديم.
__________________
(١) وقد ترك السخاوى هنا مزارا مهما وهو مزار جوهر المدنى كما يعرف الآن وهو الطواشى جوهر الناصرى باش آغا القصر الملكى الناصرى ورئيس أغوات الحرم المدنى الشريف.