بتاج العارفين أبى محمد شيخ الأكراد وجده هو أخو عدى بن مسافر كان من رجال العلم دهاء ورأيا وحزما وله فضل وأدب وله أتباع ومريدون يبالغون فيه توفى شهيدا فى سنة أربع وأربعين وستمائة وله من العمر ثلاث وخمسون سنة قتله صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ وقد نزل الشيخ أبو البركات ابن صخر أبو هذه الذرية عند عمه عدى بن مسافر بالمكان المعروف بلالش فى جبل الهيكارية من أعمال الموصل.
الشيخ زين الدين أبو المحاسن ومظاهر ترف ولده عز الدين :
وقدم الشيخ زين الدين أبو المحاسن يوسف إلى بلاد الشام فأكرم وأنعم عليه بأمرة ثم تركها وانقطع على هيئة الملوك من اقتناء الخيول المسومة والمماليك والجوارى والملابس والغلمان وعمل الأسمطة الفاخرة فخاف على نفسه فترك ولده الشيخ عز الدين هناك ودخل إلى القاهرة وأقام بها فأكرم بها ثم أن ولده عز الدين اتسعت عليه النعمة فافتتنت به بعض نساء الطائفة القيمرية وبالغت فى تعظيمه وبذلت له الأموال الكثيرة وصار جماعتها يلومونها فيه فلا تصغى إلى قولهم بل تزداد فيه اعتقادا.
فلما كان فى بعض الأيام أتاه الأمير الكبير علم الدين سنجر الدوادار ومعه الشهاب محمود فإذا هو كالملك فى قلعته للتجمل الظاهر والحشمة لزائدة والفرش الأطلس والآنية الذهب والفضة والصينى وغير ذلك من الأطعمة الملونة والأشربة المختلفة ولما دخل عليه الأمير سنجر المذكور قبل يده وهو جالس لم يعبأ به وصار قائما هو والشهاب محمود بين يديه يحدثانه إلى أن أذن لهما بالجلوس فجلسا على ركبهما متأدبين فلما أرادا الانصراف أنعم عليهما بما يقارب الخمسة عشر ألف درهم ثم بعد ذلك أنعم على الشيخ