كذا نقل العبدى. وقال النووى : هو قول العلماء كافة. وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر فى الاستذكار عند تكلمه على حديث أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنه خرج إلى المقبرة فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لا حقوز ، نسأل الله لنا ولكم العافية» الحديث قال فية إباحة الخروج إلى المقابر وزيارتها وهذا مجمع عليه فى الرجال وعن ابن عبد البر أيضا بسند صحيح «ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فى الدنيا فيسلم عليه إلا رد السلام عليه». وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : «مر النبي صلى الله عليه وسلم بالقبور بالمدينة (١) فأقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا أهل القبور ويغفر الله لنا ولكم ، أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع نسأل الله لنا ولكم العافية ، إنهم لنا سلف ونحن بالأثر» (٢) والأحاديث فى ذلك كثيرة.
زيارة القبور فى حق النساء :
أما فى حق النساء فيدل عليه ما جاء فى صحيح البخارى «أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تبكى عند قبر فقال : «اتقى الله يا أمة الله واصبرى» ولم ينكر عليها ، ولو كان بكاء النساء عند القبور وزيارتهن لها حراما لنهاها النبى صلى الله عليه وسلم عن زيارتها وزجرها.
وأما ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن زيارة القبور
__________________
(٢) الحديث رواه الترمذى بأقل من هذا المتن مع تغيير فى بعض الفاظه.
(١) فى كتب الحديث : «بقبور أهل المدينة ...» الخ.