موفق الدين وكانت وفاة شيخو العمرى فى يوم الجمعة سادس عشرى ذى القعدة سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ودفن بمدرسته وكان كثير الخير والصدقات والمعروف وأنشأ الجامع الأحصر ببولاق والحوض تجاه قلعة الجبل إلى غير ذلك من المعروف وله سيرة عجيبة وهو أول من سمى بالأمير الكبير.
مقبرة الصالحين ومنهم ابن عرب ومآثر ولده :
وبهذه المدرسة مقبرة بها جماعة من الأولياء والعلماء والفقهاء منهم الشيخ الصالح شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد اليمنى المعروف بابن عرب ، توفى ليلة الأربعاء ودفن فى يوم الأربعاء ثانى ربيع الأول سنة ثلاثين وثمانمائة وحمل من الخانقاه إلى مصلى المؤمنى تحت القلعة ونزل السلطان الملك الأشرف برسباى وصلى عليه وكان الإمام فى الصلاة عليه قاضى لقضاة محمود العينى الحنفى ثم أعيد إلى الخانقاه ودفن بها ووجد له مبلغ ألفين وسبعمائة درهم فلوس وكان أبوه من أهل اليمن فتوجه إلى بلاد الروم ونزل بمدينة برصا وتزوج بأمة فولدت له أحمد هذا وغيره ونشأ أحمد ببلاد الروم وقدم القاهرة شابا فنزل بهذه الخانقاه وقرأ على خير الدين خليل بن سليمان بن عبد الله أيام الخميس بالخانقاه وكان فقيرا ينسخ بالأجرة ثم بعد مدة نزل من جملة صوفيتها وانقطع فى بيت بالخانقاه وترك الاجتماع بالناس أصلا وأعرض عن محادثة كل أحد واقتصر على ملبس خشن حقير إلى الغاية ويقنع بيسير من القوت وصار لا ينزل من بيته إلا ليلا لشراء قوته فإذا حباه أحد من الباعة فيما يريده من القوت تركه وما حباه فيه فلما عرف بذلك ترك الباعة محاباته وصاروا لا يتجاوزون ما يريده.