على بنائه يحيى بن طلحة مولى عامر بن لؤى ، وكان الناس يصلون فى قيسارية العسل حتى فرغوا من بنائه وذلك فى شهر رمضان من السنة التي تلى ابتداء مدة بنائه وحاصل ذلك أن كل بنائه فى سنة كاملة وكان به بيت مال الأيتام وهو القبة التي على العمد قيل بناه أسامة بن يزيد متولى خراج مصر فى أيام سليمان بن عبد الملك ، ثم بناه أحمد بن طولون فى سنة ست وخمسين ومائتين وهو باق إلى الآن على الزيادة التى فى قلته وهو موضع شريف مجاب الدعاء فيه ومازال أهل الخير والصلاح يتبركون بهذا المكان إلى الآن ولهذا اشتهر بجامع الأولياء.
مسجد القراء :
وأما جامع القرافة القديم فكان يعرف أولا بمسجد القبة قديما ثم عرف الآن بمسجد القراء وسبب ذلك أن القراء كانوا يجتمعون فيه للقراءة قيل إنه من خطة بنى عبد الله بن مانع والدعاء فيه مجاب.
تربة القاضى النعمان :
وأما تربة القاضى الفقيه الإمام العالم المعروف بالنعمان فانها قبلى الجامع المعروف بالأولياء قيل انه كان محافظا على علوم النسب له مصنفات من جملتها كتاب دعائم الإسلام وكتاب اللآلىء والدرر وكان العاضد يأتى إلى زيارته وكان النعمان يسكن القرافة الكبرى بالمكان المعروف بالجنة والنار وقال للعاضد يوما إنك ترسل إلى خادمك ليخبرنى بقدومك!! ثم إن العاضد كان بعد ذلك يأتى إلى زيارته وحده ويجلس دونه قيل ان العاضد جلس عنده يوما فأخذ الشيخ يذكر له مناقب أجداده فقال العاضد حدثني فى مناقب نفسك.