قبر أبى محمد بن عبد الحكم :
وإلى جانبه قبر أبى محمد عبد الله بن عبد الحكم صحب الشافعى والإمام مالكا وابن وهب.
وكان عالما سخيا قيل إنه كان لا ينام حتى يطوف على بيوت جيرانه ويسأل عن أحوالهم ويحمل الطعام إليهم وإلى الأضياف.
وكانت له منزلة عند السلاطين ولما احتضر الشافعى أوصى أن يغله فلما حضر قيل له أن الإمام أوصى أن تغسله قال إنما أراد أن أقضى دينه ائتونى بدفتره فجىء إليه بالدفتر قيل فوفى عنه عشرة آلاف درهم وقيل عشرة آلاف دينار والأول أقرب وكان يقول من عرف قدر نعمة الله جاد بما فى يده وقال محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم كان المساكين يأكلون اللحم والحلوى فى منزل أبى ويأكل هو فى عشائه الخبز الخشن والبقل ، ويقول خير الطعام ما أذهب الجوع ، وأطيبه ما طيبته العافية ، ولما مات ابن عبد الحكم سمع فى دور مصر بكاء وصراخ.
وكان مولده سنة أربع وخمسين ومائة وتوفى سنة أربع عشرة ومائتين اختلف أهل مصر عند وفاة الشافعى فى دفنه فقالت المعافر فدفنه فى مقبرتنا وقال الصدفيون ندفنه فى مقبرتنا وقال التجيبيون ندفنه فى مقبرتنا وقال ابن عبد الحكم نحن أحق به فدفن عنده.
وقيل هذه المقبرة تعرف ببنى عوف وإلى جانبه قبر ولده أبى عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصرى كان من أكابر العلماء وله التاريخ المشهور ومات فى سنة ثمان وستين ومائتين.