إليه وهى على حالتها الأولى فرماها الشيخ إلى جانب الزاوية وهذا من جملة كرامات الشيخ انقلاب الأعيان له وحج من مصر ماشيا وأقام بقرافة مصر ومات بها فى سنى الستمائة وإلى جانبه قبر زوجته كانت من الصالحات.
الشيخ القطب يحيى الصنافيرى ومناقبه
وبالتربة أيضا الشيخ الأستاذ ذو المناقب المشهورة والاطلاعات غير المنكورة الشيخ يحيى بن على بن يحيى الصنافيرى نشأ فى العبادة من صغره وكان فى حال بدايته رجلا صوفيا كثير التلاوة للقرآن ولم يزل كذلك إلى أن حصلت له جذبة ربانية وهبت عليه نسمة محمدية فوصل بها إلى مقام القطبانية فصار منسوبا إلى الطريقة العباسية فشاع ذكره فى البلاد وشهد له علماء زمانه بالولاية والصلاح وسعت إليه الخلق من أقطار الأرض وحمل نذره من أرض اليمن وأقام بالقرافة مدة يسيرة ثم توجه إلى صنافير وأقام بها مدة إلى أن اشتهر حاله وصار أهل صنافير يحدثون عنه بأمور شاهدوها منه.
فمنها أنه كان يضع المنسف على النار ويطبخ فيه الأرز فلا يحترق المنسف ومنها الكلام على الخاطر والنظر فى المستقبل وانقلاب الأعيان له وإزالة الضرر عمن يكون مضرورا وقد حصل به نفع عظيم للخلق فلما تكاثرت عليه الخلق فر منهم وعاد إلى القرافة وأقام بها مدة طويلة وكان يجتمع على السماع ويأمر أصحابه بالحضور فيه وكان كثير الإيثار لا يدخل إليه إلا ويمد سماطا بحال ما يشتهيه فى نفسه لا ينظر فى درهم ولا دينار ولم يتزوج قط ولم يزل كذلك إلى أن توفى رحمة الله عليه وكان لموته مشهد عظيم