قط فخرج إليه مسرعا وقال له ما الخبر؟ فقص عليه قصته فقال له لا تخف وأتني بالصندوق فجاءه بالصندوق فملأ فيه الأكياس كما كانت وربطها وأغلق الصندوق كما كان وأخذه ومضى به إلى بيته ، فما كان الصبح إلا وصاحب الوديعة أتى إليه وسلم عليه فسلم له الصندوق ففتحه فاختلف عليه رباطه وعلامته فقال ما هذه علامتى فتحت صندوقى؟ فقال له يا أخى ما تعرف وزنه وعدده؟ قال نعم أخبرنى ما جرى فى الصندوق ، قال يا شيخ زن المال واستعده فان نقص شيئا دفعته إليك قال ما آخذ المال إلا بعينه فقال سألتك بالله لا تفضح شيبتى وخذ عوض مالك فحلف له يمينا مؤكدة ما آخذ إلا مالى بعينه أو تخبرنى ما جرى على هذا لملال ، فحدثه بما جرى على الصندوق فقام صاحب الصندوق وقبل رأسه وقال له جزاك الله تعالى عنى خيرا صاحب هذا المال أخرجه لأهل القرآن أو لمن يشور به ضعيفا أو امرأة أرملة أو يكسو به عريانا وما أشبه ذلك وتركه ومضى فقام الامام إلى عفان وقص عليه القصة وأحضر له الصندوق وقال خذ مالك جزاك الله تعالى خيرا فقال له عفان يا أخى أنا أخرجته لله تعالى فلا يرجع إلى فأخذه الامام ومضى إلى بيته ، وكان عفان يخرج إلى الجامع وقت صلاة الصبح وفى كمه صرر من العشرة دفانير إلى الخمسين دينارا ويفرقها على الفقراء وغيرهم فلما كان فى بعض الايام رأى رجلا صلى واستند إلى حائط القبلة وكان الرجل مهمو ما قد انكسر عليه لعفان مائة دينار قد ألح عليه وكيله فى الطلب ونيته السفر فأسقط عفان فى حجره صرة فيها خمسون دينار فانتبه الرجل فوجد فى حجره صرة فيها خمسون دينارا فأخذها وفتح دكانه فجاء إليه الوكيل فدفعها إليه بجملتها فأخذها الوكيل وجاء بها إلى عفان مع جملة الصرر فأخذها فعرفها فقال للوكيل أتعرف صاحب هذه الصرة؟ فقال نعم