غزلهن من الجمعة إلى الجمعة فأخذت أمهن الغزل لتبيعه وتشترى بنصفه كتانا ونصفه ما يتقوتن به على جارى العادة ولفت الغزل فى خرقة حمراء ومضت نحو السوق فلما كانت فى بعض الطريق إذا بطائر انقض عليها وخطف رزمة الغزل ثم ارتفع فى الهوا فلما رأت العجوز ذلك سقطت مغشيا عليها فلما أفاقت قالت كيف أصنع بأيتامى قد أهلكهم الفقر والجوع فبكت فاجتمع الناس عليها وسألوها عن شأنها فأخبرتهم بالقصة فدلوها على السيدة نفيسة وقالوا لها اسئليها الدعا فإن الله سبحانه وتعالى يزبل ما بك فلما جاءت إلى باب السيدة نفيسة أخبرتها بما جرى لها مع الطائر وسألتها الدعاء فرحمتها السيدة نفيسة وقالت اللهم يا من علا فاقتدر وملك فقهر اجبر من أمتك هذه ما انكسر فإنهم خلقك وعيالك وأنت على كل شىء قدير ثم قالت اقعدى إن الله على كل شىء قدير فقعدت المرأة تنتظر الفرج وفى قلبها من جوع أولادها حرج فلما كان بعد ساعة يسيرة إذا بجماعة قد أقبلوا وسألوا عن السيدة نفيسه وقالوا إن لنا أمرا عجيبا نحن قوم مسافرون لنا مدة فى البحر ونحن بحمد الله سالمون فلما وصلنا إلى قرب بلدكم انفتحت المركب التى نحن فيها ودخل الماء وأشرفنا على العرق وجعلنا نسد الخرق الذى انفتح فلم نقدر على سده وإذا بطائر ألقى علينا خرقة حمراء فيها غزل فسدت الفتح بإذن الله تعالى وجئنا بخمسمائة دينار شكرا على السلامة فعند ذلك بكت السيدة نفيسة وقالت إلهى وسيدى ومولاى ما أرحمك وألطفك بعبادك ثم طلبت العجوز صاحبة الغزل وقالت لها بكم تبيعين غزلك؟ فقالت بعشرين درهما فناولتها ذلك فأخذته وجاءت إلى أولادها فأخبرتهم بما جرى فتركن الغزل وجئن إلى خدمة السيدة نفيسة وقبلن يدها وتبركن بها.