يجلس عليه وهو تجاه الباب الكبير ، وليس بين الباب وبين الإيوان حجاب ولا سترة ، ويكون قد سبقه إليه قاضي القضاة فجلسوا سطرا واحدا عن يساره فإن يمينه خلاء. ثم يجلس إلى جانب قاضي القضاة قاضيا العسكر ومفتيا دار العدل وتجاههم كاتب السر وناظر الجيش ، ثم إلى جانب ناظر الجيش الموقعون فتدور الحلقة ويقف الدوادار الكبير وراء كاتب السر وناظر الجيش خارج الحلقة ، وإن كان الوزير متعمما جلس معهم وإن كان تركيا جلس بين يدي الترك ، فيسلم عن يساره على القضاة ثم عن يمينه على الأمراء ثم تجاهه على بقية الجماعة. ثم يجلس على مكان مرتفع معد لجلوسه نحو نصف ذراع ويجلس حاجب الحجاب على درجة أسفل من ذلك المكان بحيث يكون رأسه متسامتا لتخت النائب الذي يجلس عليه ، والمقدمون يجلسون على مساطب باب دار النيابة فيأخذ القصص نقباء الجيش ثم الحجاب الصغار فيوصلونها إلى حاجب الحجاب فيناولها حاجب الحجاب لكاتب السر فيعطي ما يتعلق بالجيش لناظر الجيش ويرمي بالبقية إلى الموقعين ، ثم تقرأ بعض القصص الشرعية ثم يقوم الحاجب فيأذن للقضاة بالانصراف.
ثم تارة يجلس النائب بعدهم لفصل الأمور وتارة يدخل ويسمى ذلك اليوم بيوم الموكب ويجلس يوم الجمعة بعد الصلاة في هذا المكان ويحضره المقدمون الثمانية فيجلس الأمير الكبير عن يمينه وحاجب الحجاب عن شماله ولا يجلس فوق المقدمين إلا القضاة والعلماء إن اتفق حضورهم أو أحد منهم ، ويجلس كاتب السر وناظر الجيش دون المقدمين فوق الأربعينيات.
وكانت العادة القديمة أن يصلي النائب الجمعة والعيدين بالجامع الأعظم بالشاش والقماش ، ثم صار يصلي بجامع ألطنبغا ، ثم لما عصى يلبغا الناصري بنى له جامعا بدار العدل وصار يصلي فيه ، والآن أكثر ما يصلي النائب هناك وفي بعض الأوقات ربما صلى بالجامع الأعظم أو بجامع دمرداش ، وفي يومي العيدين يصلي بجامع دمرداش ، وإذا لم يركب للموكب لا تحضر القضاة عنده إلا بطلب.
وكان بحلب الوزير له جهات معلومة من المكس وغيره ، وكان عليه كلف الخاصكية والبريدية ومرتبات معلومة ، ثم أضيفت تلك الجهات إلى ديوان النيابة وبطل الوزير ، ثم أعيد ذلك في الأيام المؤيدية ثم بطل.
وإقطاع النيابة له أستادار يتكلم فيه مقتصرا على ذلك لا يتعداه إلى غيره وناظر ديوان ومباشرون ، وفي أيام الظلم ربما تكلم الأستادار في غير الديوان اه.