قالوا : [اللهمّ] (١) لا.
وفي مناقب أمير المؤمنين (٢) ـ عليه السّلام ـ وتعدادها ، قال ـ عليه السّلام ـ : وأمّا الخمسون ، فإنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعث ببراءة مع أبي بكر. فلمّا مضى ، أتى جبرائيل ـ عليه السّلام ـ فقال : يا محمّد ، لا يؤدي عنك إلّا أنت أو رجل منك. فوجّهني على ناقته العضباء ، فلحقته بذي الحليفة ، فأخذتها منه. فخصّني الله بذلك.
عن جابر الجعفيّ (٣) ، عن أبي جعفر ، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وقد سأله رأس اليهود : ولم تمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء وبعد وفاتهم؟
قال : يا أخا اليهود ، إنّ الله ـ تعالى ـ امتحنني في حياة نبيّنا ـ صلّى الله عليه وآله ـ في سبعة مواطن. فوجدني فيها ـ من غير تزكية لنفسي بنعمة الله ـ له مطيعا.
قال : فيم وفيم ، يا أمير المؤمنين؟
قال : أمّا أوّلهنّ ـ إلى أن قال ـ : وأما السّابعة ـ يا أخا اليهود ـ فإن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا توجّه لفتح مكّة ، أحبّ أن يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله آخرا (٤) ، كما دعاهم أولا. فكتب إليهم كتابا يحذرهم فيه ، وينذرهم عذاب ربّهم ، ويعدهم الصفح ، [يمنّيهم مغفرة ربّهم] (٥). ونسخ لهم في آخره سورة براءة ، لتقرأ عليهم. ثمّ عرض على جميع أصحابه المضيّ إليهم فكلّ منهم يرى التّثاقل فيه. فلمّا رأى ذلك ، ندب منهم رجلا فوجهه به.
فأتاه جبرائيل ـ عليه السّلام ـ فقال : يا محمّد ، إنّه لا يؤدي عنك إلّا أنت أو رجل منك.
فأنبأني رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بذلك ، ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكّة. فأتيت مكّة ، وأهلها من قدم عرفتم ، ليس منهم أحد إلّا ولو قدر أن يضع على كلّ جبل مني إربا لفعل ولو أن يبذل في ذلك نفسه وماله وأهله وولده. فبلّغتهم رسالة النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وقرأت عليهم كتابه. فكلّ تلقاني بالتّهديد (٦) والوعيد ، ويبدي لي
__________________
(١) من المصدر.
(٢) الخصال / ٥٧٨.
(٣) الخصال / ٣٦٥ و ٣٦٦ ، و ٣٦٩ ـ ٣٧٠.
(٤) كذا في المصدر وفي روح : أخرى. وفي أو ب : احدى.
(٥) من المصدر. وفي النسخ : ينذرهم.
(٦) المصدر : بالتهدد.