مخالفة هؤلاء :
أمّا الحلّي فلأن بعض عباراته وإن أوهم ذلك (١) إلاّ أنّه ذكر ما يخالفه ؛ ولذا لم ينسب إليه في المختلف وغيره (٢) صريحا ، وفي غيرهما أصلا.
وأمّا من عداه كالشيخين فلأن ما تقدم عنهما وإن اقتضى ذلك لكن تعبيرهما عن المبطل في نحو الصبح بالشك ربما دلّ على انحصاره فيه ، وهو على ما يساعده العرف ما تساوى طرفاه ، وحكي التصريح به عن الزمخشري (٣) ، وصرّح به في الأصول.
وربما يعضد إرادتهما منه ذلك تعليل المبسوط الحكم في الأخيرتين عند غلبة الظن بما ينسحب في الجميع (٤).
وكذا الفاضل في المنتهى (٥) ؛ لاستدلاله عليه بما مرّ من النبوي ، وهو كما مرّ عام ؛ مع أنه أجاب عمّن أوجب اليقين فيهما أيضا مستدلا بالنبوي الآخر : « إذا شكّ أحدكم في صلاته فليلق الشك وليبن على اليقين » (٦) بأنه غير متناول لصورة النزاع ؛ إذ البحث في الظن بوقوع أحد الطرفين ، والحديث يتناول الشك.
وهو كالصريح ، بل صريح في أن الشك عنده حقيقة فيما ذكرنا. لكنه ذكر في مسألة الشك في الأوليين (٧) ما يعرب عن إرادته منه ما هو حقيقة فيه عند
__________________
(١) السرائر ١ : ٢٥٠.
(٢) المختلف : ١٣٦ ؛ وانظر المنتهى ١ : ٤١٠.
(٣) حكاه عنه في بحار الأنوار ٨٥ : ٢١٠ وانظر الكشّاف ١ : ٥٨٧.
(٤) المبسوط ١ : ١٢٠.
(٥) المنتهى ١ : ٤١٥.
(٦) سنن البيهقي ٢ : ٣٣٣ ، مسند أحمد ٣ : ٨٧ ، سنن الدار قطني ١ : ٣٧٢ / ٢١.
(٧) المنتهى ١ : ٤١٥.