وعزاه إلى المحدّثين (١) ، كالأزهري فيما حكي (٢) ، مؤذنين بدعوى إجماعهم عليه ، وفي المدارك أنه مقطوع به بين الأصحاب (٣) ، وفي غيره لا خلاف فيه بينهم يعرف (٤).
( أو قدر مدّ البصر من الأرض تعويلا على الوضع ) اللغوي المستفاد من الصحاح وغيره (٥).
وربما يفهم من العبارة ونحوها التردد في التفسير الأول حيث نسبه إلى الشهرة ، والثاني إلى أهل اللغة.
ويضعّف : بأن المراد بالشهرة هنا الشهرة العرفية والعادية ، لا الفتوائية ، حتى يفهم منها التردد في المسألة ، وحينئذ فتقديمه على اللغة ذكرا يقتضي ترجيحه عليها ، كما صرّح به في التنقيح ، فقال : والمصنف ذكر التقديرين معا ، وقدّم العرفي على اللغوي ، لتقدمه عليه عند التعارض ، كما تقرّر في الأصول (٦).
وقال بعض مشايخنا : وإنما نسبه إلى الشهرة تنبيها على مأخذ الحكم ، بناء على أن الرجوع إليها في موضوعات الأحكام وألفاظها من المسلّمات.
أقول : وحيث انتفى الخلاف في هذا التقدير وجب الرجوع إليه وإن ورد في النصوص ما يخالفه : من التقدير بألف وخمسمائة ذراع (٧) ، أو ثلاثة آلاف
__________________
(١) القاموس المحيط ٤ : ٥٤.
(٢) لم نعثر عليه في تهذيب اللغة ؛ نعم ، قاله الفيّومي في المصباح المنير : ٥٨٨ ، ويحتمل وجود النسبة إلى الأزهري في بعض نسخ المصباح كما نبّه عليه صاحب الجواهر ١٤ : ١٩٩.
(٣) المدارك ٤ : ٤٣٠.
(٤) كما في الحدائق ١١ : ٣٠١.
(٥) الصحاح ٥ : ١٨٢٣ ؛ وانظر تهذيب اللغة ١٥ : ٣٩٦.
(٦) التنقيح الرائع ١ : ٢٨٥.
(٧) الفقيه ١ : ٢٨٦ / ١٣٠٣ ، الوسائل ٨ : ٤٦١ أبواب صلاة المسافر ب ٢ ح ١٦.