الديلمي (١) ، أو المتوسط منه خاصة كما عن الحلّي (٢).
ومنشؤه اختلاف النصوص الواردة في المسألة ، فبعض بخفاء الأول خاصة كالصحيح (٣) ، وبعض بالثاني كذلك ، وهو مستفيض ، منها زيادة على الرضوي المتقدم الصحيحان المروي أحد هما في المحاسن ، وفيه : « إذا سمع الأذان أتمّ المسافر » (٤).
والموثق : « أليس قد بلغوا الموضع الذي لا يسمعون فيه أذان مصرهم؟ » (٥).
فبناء القولين الأخيرين على ترجيح أحد المتعارضين وطرح الآخر في البين. ولا وجه له بعد اشتراكهما في استجماع شرائط الحجية ، مع إمكان الجمع بينهما بالتخيير كما هو خيرة الأوّلين ، أو تخصيص كل واحد منهما بالآخر كما هو المشهور بين المتأخرين. وهو الأقوى ، أما لرجحانه على نحو الجمع الأول حيثما تعارضا ، أو لأوفقيته لمقتضى الأصل واستصحاب بقاء وجوب التمام إلى ثبوت الترخيص ، وليس بثابت بأحدهما بعد تساوي الجمعين وتكافئهما.
وأما ترجيح الجمع الأول على الثاني فهو ضعيف جدا.
هذا مع وجود الأمارتين وظهور التفاوت بينهما ، وإلاّ فالظاهر الاكتفاء
__________________
(١) المراسم : ٧٥.
(٢) السرائر ١ : ٣٣١.
(٣) الكافي ٣ : ٤٣٤ / ١ ، الفقيه ١ : ٢٧٩ / ١٢٦٧ ، التهذيب ٢ : ١٢ / ٢٧ ، الوسائل ٨ : ٤٧٠ أبواب صلاة المسافر ب ٦ ح ١.
(٤) المحاسن : ٣٧١ / ١٢٧ ، الوسائل ٨ : ٤٧٣ أبواب صلاة المسافر ب ٦ ح ٧ ؛ والصحيح الآخر : التهذيب ٤ : ٢٣٠ / ٦٧٥ ، الاستبصار ١ : ٢٤٢ / ٨٦٢ ، الوسائل ٨ : ٤٧٢ أبواب صلاة المسافر ب ٦ ح ٣.
(٥) المحاسن : ٣١٢ / ٢٩ ، الوسائل ٨ : ٤٦٦ أبواب صلاة المسافر ب ٣ ح ١١.