بنبيك وعرّف بينه وبينه ، وارحمنا إذا توفّيتنا يا إليه العالمين.
ثمَّ تكبّر الخامسة وتقول : ( رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ ). ولا تسلّم ولا تبرح من مكانك حتى ترى الجنازة على أيدي الرجال » (١).
لكنه في مواضع أخر تضمن أدعية أخر مختلفة الكيفية مع هذا الدعاء ، وبعضها مع بعض.
والصحيح السابق تضمّن في التكبير الأول بدل التشهد التحميد والتمجيد ، والرواية الأولى غير صريحة الدلالة ، بل ولا ظاهرة حتى على القول بوجوب التأسي في العبادة ؛ إذ هو حيث لا يعارض الكيفية المنقولة من فعله صلىاللهعليهوآلهوسلم كيفية أخرى مخالفة ، مع أنها كما عرفت من الصحيحة منقولة.
فلم يبق إلاّ الإجماع المنقول المعتضد بالشهرة. وفي مقاومة الظن الحاصل منه للظن الحاصل من جميع الأخبار الواردة في المسألة مختلفة الكيفية مناقشة ، سيّما مع تصريح ما مرّ من المعتبرة بأنه ليس فيها دعاء موقّت ولا قراءة ، بل لعلّ الظن الحاصل منها أقوى وإن كان ما ذكره الجماعة أحوط وأولى خروجا عن شبهة الخلاف فتوى بل رواية ، وتحصيلا للبراءة اليقينية مهما أمكن ، ولعلّه الوجه فيما في المتن وغيره من الأفضلية.
وقيل في وجهها : دلالة الرواية المشهورة عليها ؛ لقوله : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يفعل ، فإنه يشعر بالدوام والمواظبة ، وأقلّه الرجحان (٢). وفيه ما عرفته.
__________________
(١) فقه الرضا عليهالسلام : ١٧٧ ، المستدرك ٢ : ٢٤٧ أبواب صلاة الجنازة ب ٢ ح ١.
(٢) المدارك ٤ : ١٦٨.