أن يستثنى هذه الواقعة من قضية المنع بما يظهر من بعضها ومن نهج البلاغة (١) من كون ذلك لخصوصية فيه ، وإليه أشار في المختلف (٢) فقال : إنّ حديث سهل بن حنيف مختص به إظهارا لفضله ، كما خصّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حمزة بسبعين تكبيرة (٣).
ومنه يظهر ضعف القول باستحباب التكرار على الإطلاق لها وإن احتمله الشيخ في الاستبصار (٤).
ولا بين ما لو خيف على الجنازة أو نافى التعجيل أم لا.
خلافا لجماعة (٥) ، فقيّدوه بالخوف منهما أو من أحدهما على اختلافهم في التقييد.
وممّا ذكرنا ظهر عدم الإشكال في الكراهة مطلقا ، مضافا إلى جواز التسامح في أدلتها. والقول بأنه يقتضي الاستحباب مدفوع : بعدم ظهور قائل به حتى الشيخ في الاستبصار ، فإنه ذكره وجه جمع بين الأخبار لا فتوى ، مع أنه جمع بينهما بالكراهة أوّلا ، وأمّا باقي الأصحاب المقيدون للمنع بما تقدم من القيودات فظاهرهم اختصاص الكراهة بها وعدمها في غيرها ، وهو لا يستلزم الاستحباب فيه ، فتأمّل جدّا.
__________________
(١) لم نعثر في نهج البلاغة على ما يدلّ على كيفية صلاة الأمير عليهالسلام على سهل بن حنيف ، نعم ، فيه ما يدلّ على مزيد فضل لحمزة وصلاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على جنازته بسبعين تكبيرة. راجع نهج البلاغة ( لصبحي صالح ) : ٣٨٦.
(٢) المختلف : ١٢٠.
(٣) الكافي ٣ : ٢١١ / ٢ ، الوسائل ٣ : ٨١ أبواب صلاة الجنازة ب ٦ ح ٣.
(٤) الاستبصار ١ : ٣٠٠.
(٥) منهم : العلامة في التذكرة ١ : ٥١ ، والفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ١٣١.