كقوله : « وهبتك ، وملكتك ، وأهديت إليك. وكذا : أعطيتك ، وهذا لك مع النية.
ومن قبول : وهو اللفظ الدال على الرضى كقوله : قبلت.
ومن قبض.
______________________________________________________
الإيجاب حصول الملك فيحتاج الى هذا التكلف ، بل المراد به الدال باعتبار الوضع على إنشاء التمليك ، وهذا لا مجال لشيء من هذه التكلفات معه.
قوله : ( كقوله : وهبتك ، وملكتك ، وأهديت إليك ، وكذا أعطيتك ، وهذا لك مع النية ).
إنما صح الإيجاب بقوله : هذا لك ، مع انه لا بد من كونه بلفظ الماضي ، لأنه أصرح من غيره في الدلالة على الإنشاء ، لأن اسم الإشارة يشعر به ، وإنما اعتبر النية في هذا القسم لعدم صراحته في الدلالة على الإيجاب كالذي قبله.
قوله : ( ومن قبول : وهو اللفظ الدال على الرضى كقوله : قبلت ).
أي : على الرضى بالإيجاب ، ولما كانت الهبة عقدا يقتضي نقل الملك ، وربما كانت لازمة اعتبر فيها ما يعتبر في العقود الازمة من فورية القبول بحيث يعد جوابا للإيجاب ، وكونها باللفظ العربي وسائر ما يشترط في العقود اللازمة.
فرع : لو وهبه شيئا فقبل الهبة في البعض ففي صحة الهبة فيه وجهان يلتفتان الى عدم المطابقة بين الإيجاب والقبول ، وان الهبة ليست كعقود المعاوضات لأنها تبرع محض ، ومن تبرع بشيء فهو راض بالتبرع ببعضه ، بخلاف البيع ونحوه ، لأن الأغراض تختلف اختلافا بينا في الأعواض لابتناء المعاوضات على المغابنة والمكايسة. واختار المصنف في التذكرة الثاني (١) ، وهو قريب إن لم تكن الهبة معوضة ، ولم تدل قرينة على أن ذلك خلاف مراد الواهب.
__________________
(١) التذكرة ٢ : ٤١٦.