ذلك ممّا سنذكر بعضها ، فعلى هذا تكون الآية حجّة عليه لا له ، إذ ما ذكره لا يقاوم ما ذكرنا ، كما لا يخفى.
سلّمنا ، لكن نمنع كونها حجّة له ، وهو أيضا ظاهر ، مع أنّ الآية ظاهرة في التراب ، لأنّ قوله تعالى ( مِنْهُ ) في هذه الآية ظاهره أنّ « من » فيه للتبعيض ، كما حقّقه المحقّقون ، فظاهرها اشتراط العلوق وكون المسح به ، وورد النص الصحيح أيضا بذلك ، وأنّ المراد منها ما ذكر (١) ، وظاهر أنّ الغالب الشائع تحقّق العلوق من التراب لا من الحجر والرخام ، وأمّا الغبار فإن كان من الأرض فهو من التراب البتّة ، وإلاّ فهو خارج عن حكم الآية ، فإنّ الظاهر كون العلوق ممّا يتيمم به ، كما لا يخفى.
ومما ذكرنا ظهر فساد ما ذكره في الذخيرة من أنّ الأقوى صحة التيمم بالحجر ونحوه ، لكن لا يبعد أن يقال : بشرط أن يكون عليه شيء من الغبار ونحوه ، لما سيجيء من دلالة بعض الأخبار الصحيحة على اشتراط العلوق (٢) ، انتهى.
وبالتأمّل في ما ذكرنا يظهر أيضا فساد ما أورده المحقّق على السيد في تمسكه بقول اللغويين من أنّه لا يلزم. ، إذ يظهر من كلماتهم أنّ التراب متعين في كونه معنى الصعيد ، وأنّ الظاهر منهم الردّ على من يدعي أنّه وجه الأرض.
مضافا إلى أنّ اللغوي إذا ذكر للفظ معنى واحدا ليس إلاّ لا شك في كون معنى اللفظ عنده هو هذا المعنى خاصّة ، وأنّه لو كان عنده أنّ معناه
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٠ / ٤ ، الفقيه ١ : ٥٦ / ٢١٢ ، التهذيب ١ : ٦١ / ١٦٨ ، الوسائل ٣ : ٣٦٤ أبواب التيمّم ب ١٣ ح ١.
(٢) الذخيرة : ٩٨.