أنّه الأرض (١) ، وفيه شهادة واضحة على أنّه زيّف قوله وصحّح كونه التراب ، وهو أعرف باللغة ، وأضبط وأمتن ، والاعتماد عليه أزيد عند العلماء. وبعد الجوهري صاحب القاموس ، فإنّه قال : التراب أو وجه الأرض (٢) ، وهذا ينادي بعدم تعيين كونه وجه الأرض ، بل ربما يومئ إلى ترجيح ما لكونه التراب ، حيث قدمه على وجه الأرض ، مع أنّه أخص منه ، فكان المناسب تأخير ذكره عنه. والسيد رحمهالله حكم بكونه التراب بالنقل عن أهل اللغة (٣) ، وهذا يشير إلى كون المعرف عندهم هو التراب ، وحكاه ابن دريد عن أبي عبيدة ، وقال : هو التراب الخالص الذي لا يخالطه سبخ ولا رمل (٤). وقال ابن الفارس : الصعيد هو التراب (٥). ( وقال ابن عباس الصعيد التراب ) (٦) وقال المفيد : الصعيد هو التراب ، وإنّما سمي صعيدا لأنّه يصعد من الأرض (٧).
ويؤيّد ذلك ظواهر بعض الأخبار ، مثل قوله عليهالسلام في الطين : « إنّه الصعيد » وقوله عليهالسلام فيه أيضا : « صعيد طيّب وماء طهور » (٨) وفي صحيحة زرارة : « ثم أهوى بيديه إلى الأرض فوضعهما على الصعيد » (٩) إلى غير
__________________
(١) الصحاح ٢ : ٤٩٨.
(٢) القاموس ١ : ٣١٨.
(٣) حكاه عنه في المعتبر ١ : ٣٧٢.
(٤) جمهرة اللغة ٢ : ٦٥٤.
(٥) مجمل اللغة ٣ : ٢٢٦.
(٦) تنوير المقباس في تفسير ابن عباس ( الدرّ المنثور ) ١ : ٢٥٩ ، وما بين القوسين ليس في « ب » و « ج ».
(٧) المقنعة : ٥٩.
(٨) التهذيب ١ : ١٩٠ / ٥٤٧ ، الوسائل ٣ : ٣٥٤ أبواب التيمّم ب ٩ ح ٥ و ٦.
(٩) الفقيه ١ : ٥٧ / ٢١٢ ، الوسائل ٣ : ٣٦٠ أبواب التيمّم ب ١١ ح ٨.