سمعت كتاب الله يتلى فأنصت له قلت : فإنّه يشهد عليّ بالشرك! قال : «إن عصى الله فأطع الله» ، فرددت عليه فأبى أن يرخّص لي قال ، قلت له : أُصلّي إذن في بيتي ثمّ أخرج إليه؟ فقال : «أنت وذاك».
وقال إنّ عليّاً عليهالسلام كان في صلاة الصبح فقرأ ابن الكوّاء وهو خلفه (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) (١) ، فأنصت عليّ عليهالسلام تعظيماً للقران حتّى فرغ من الآية ثمّ عاد في قراءته ، ثمّ عاد ابن الكوّاء الآية فأنصت عليّ عليهالسلام أيضاً ، ثمّ قرأ ، فأعاد ابن الكوّاء فأنصت عليّ عليهالسلام ، ثمّ قال (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (٢) ثمّ أتمّ السورة ثم ركع» (٣).
فالأجود حملها على شدّة التقيّة كما فعله الشيخ (٤).
وحملها على أنّه يقرأ إذا سكت المخالف ، ويسكت إذا قرأ ؛ مؤيّداً ذلك بظاهر حكاية عليّ عليهالسلام ؛ ليس بذلك.
ويشهد لما اخترناه من الحمل صحيحة ابن أُذينة ، عن عليّ بن سعد البصري قال ، قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إني نازل في بني عدي ومؤذّنهم وإمامهم وجميع أهل المسجد عثمانية يتبرّؤن منكم ومن شيعتكم ، وأنا نازل فيهم ، فما ترى في الصلاة خلف الإمام؟ قال : «صلّ خلفه» قال : «واحتسب بما تسمع ، ولو قدمت البصرة لقد سألك الفضيل بن يسار وأخبرته بما أفتيتك فتأخذ بقول الفضيل وتدع قولي».
قال عليّ : فقدمت البصرة وأخبرت فضيلاً فقال : هو أعلم بما قال ، لكني قد سمعته وسمعت أباه يقولان : «لا تعتدّ بالصلاة خلف الناصب ، واقرأ لنفسك كأنك
__________________
(١) الزمر : ٦٥.
(٢) الروم : ٦٠.
(٣) التهذيب ٣ : ٣٥ ح ١٢٧ ، الاستبصار ١ : ٤٣٠ ح ١٦٦١ ، الوسائل ٥ : ٤٣٠ أبواب صلاة الجماعة ب ٣٤ ح ٢.
(٤) التهذيب ٣ : ٣٦ ح ١٢٧.