.................................................................................................
______________________________________________________
قلت له : أرأيت الرّجل التّاجر ذا المال ، حين يسوّف الحجّ في كلّ عام ، وليس يشغله عنه الّا التّجارة أو الدّين ، فقال : لا عذر له يسوّف الحجّ ان مات وقد ترك الحجّ ، فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام (١).
ومثله حسنة الحلبي (لإبراهيم) والصحيحة التي يجيء في بيان الاستطاعة مذكورة في الزيادات (٢) وأمثالها كثيرة.
فما قيل ـ في شرح الشرائع : والأدلّة عليه من الكتاب والسنة كثيرة ـ اشارة اليه
وكما أنّ تركه موجب للعقاب العظيم ، كذا فعله موجب للثواب الكثير ، والأخبار على ذلك كثيرة جدّا مثل صحيحة معاوية بن عمّار عن ابى عبد الله عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام ، انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لقيه أعرابي ، فقال له : يا رسول الله انّى خرجت أريد الحجّ فاتنى وانا رجل مميل فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج ، قال فالتفت اليه رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال : انظر الى ابى قبيس ، فلو انّ أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت به ما يبلغ الحاجّ ، ثم قال : ان الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه الّا كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّا ولم يضعه الّا كتب الله له مثل ذلك ، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه ، فإذا
__________________
(١) الوسائل الباب ٦ من أبواب وجوب الحجّ الرواية ٤.
(٢) الظاهر انها صحيحه الحلبي المذكورة في الوسائل في الباب ٦ الرواية ٤ من أبواب وجوب الحجّ (بالسند الثاني).