وقيل السبب فى قدومها إلى مصر أنها حجت ثلاثين حجة راكبة فى بعضها وماشية فى بعضها وكانت تقرأ القرآن وتفسره وتقول إلهى سهل على زيارة قبر خليلك ابراهيم عليه الصلاة والسلام فحجت سنة فلما قضت حجتها تلك السنة توجهت مع زوجها الشريف إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم إلى بيت المقدس الشريف وزارا قبر الخليل عليه الصلاة والسلام وأتت من بعد زيارتها هى وزوجها إلى مصر فى التاريخ المذكور على اختلاف فيه وكان لقدومها إلى مصر أمر عظيم فان ذكرها كان عندهم شائعا فلما بلغهم أنها قادمة من بيت المقدس تلقتها النساء والرجال بالهوادج من العريش ولم يزالوا معها حتى دخلت مصر فأنزلها عنده كبير التجار بمصر وهو جمال الدين عبد الله بن الجصاص بالجيم وقيل بالحاء وكان من أصحاب المعروف والبر والصدقة والمحبة فى الصالحين والعلماء والسادة الاشراف فنزلت عنده فى دار له فأقامت بها عدة شهور والناس يأتون إليها من سائر الأفاق يتبركون بزيارتها ودعائها ثم تحولت من هذا المكان إلى مكانها التى هى مدفونة به وقدمنا أن أمير مصر السرى بن الحكم وهب لها هذا المكان.
سبب اهداء أمير مصر السرى بن الحكم المكان للسيدة نفيسة ومآثرها :
والآن نذكر السبب فى ذلك وهو أن الدار التى نزلت بها كان حولها جماعة من اليهود وبالقرب منها امرأة يهودية لها ابنة زمنة لا تقدر على الحركة فأرادت الأم أن تذهب إلى الحمام فسألت ابنتها الزمنة أن تحمل إلى الحمام فامتنعت البنت من ذلك فقالت أمها تقيمين فى الدار وحدك فقالت لها أشتهى أن أكون عند جارتنا الشريفة حتى تعودى فجاءت الأم إلى