ودخلها فاستخبرت الجارية من الجيران ، فقالوا لها انها داره وله بها امرأة فعادت الى سيدتها فأخبرتها ، فأقامت معه سنين ولم تقل له تزوجت قط ، فلما توفى وأخذت ما خصها من ميراثه قسمنه نصفين وقالت للجارية اذهبى بهذا المال إلى بيت سيدك وقولى لها أحسن الله عزاك فى بعلك فانه مات ، فأتت الجارية إلى المرأة وطرقت الباب فخرجت المرأة اليها وقالت من أنت؟ فقصت عليها القصة فقالت لها خذى المال واذهبي الى سيدتك فان الرجل طلقنى ولم أستحق من ميراثه شيئا ، فأخذت الجارية المال وعادت إلى سيدتها فأخبرتها بما قالت وهذه الحكاية من أغرب الحكايات.
وغربى هذا القبر لوح رخام فى حوش صغير مكتوب عليه عاتكة بنت كهمس والى جانبها من الجهة البحرية حوش مبنى بالحجر الفص فيه أبو طعمة من كبار التابعين قيل إنه أول من أقرأ أهل مصر القرآن وهذه التربة قد دثرت ولا تعرف الآن والى جانب قبر البزاز قبر أبى الحسن على القرافى كان شيخ وقته فى التصوف وكان مذهبه الزهد فى الدنيا ، أدرك جماعة من العلماء والمحدثين وحدث عنهم وأدرك أبا الحسن الدينورى.
والى جانب قبره قبر الفقيه العالم أبى العباس أحمد ابن بنت الشافعى يعرف بأبى الطيب صحب أبا بكر الزقاق وغيره من مشايخ القوم وكان يقول الصلاة تبلغك صدق المحبة والطريق والصوم يبلغك باب الملك.
وقيل إنه سأل الله تعالى أن تصيبه الحمى لما فيها من الأجر ، توفى سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة وصلى عليه صاحبه ابن الحداد والى جانبه من الشرق مسطبة بها قبر الفقيه ابن مهيب كان فقيها على مذهب الشافعى.