وإلى جانبه من الجهة القبلية قبر قال بعضهم هو صاحب البردة يعنى بردة النبى صلى الله عليه وسلم.
وحكى أن قوما شكوا فى ذلك وأنهم حفروا قبره فوجدوه ملفوفا فى بردة لم يأكلها التراب فردوا عليه الدفن وزعموا أنها بردة النبى صلى الله عليه وسلم وهذا غير صحيح لأن بردة النبي صلى الله عليه وسلم فى أيدى بنى العباس إلى الآن ولم ينقل عن أحد من أهل التاريخ أنه ذكر صاحب البردة لا من الصحابة ولا من التابعين وآثاره صلّى الله عليه وسلم معروفة بمصر ويحتمل أن تكون هذه البردة بردة رجل من الصالحين.
وإلى جانبهم قبر القاضى أبى سعيد كان حسن السيرة فى قضائه بمصر وإلى جانبه قبر داثر به مقبل الحبشى كان رجلا صالحا قيل إنه مات فى مجلس أبى الفضل الجوهرى.
وبالقرب منهم من الجهة القبلية قبة بها قبر عبد العزيز بن مروان أمير مصر قيل لم يدخل إلى مصر أمير من الأمراء أكرم منه وهو معدود فى طبقة التابعين.
وعند باب القبة قبر الرجل الصالح أبى الفضل محمد العصافيرى وسبب شهرته بذلك أنه لما حمل على النعش أتت عصافير خضر إلى النعش وصارت ترفرف عليه إلى قبره.
وقيل انه كان يعمل بثلاثة دراهم فيتصدق بدرهمين منها ويشترى بالدرهم الآخر عصافير ويعتقها حتى قيل إنه أعتق عصفورا ثلاثين مرة.
وقيل أن عصفورا نزل معه إلى قبره فرآه ميتا فى اللحد.