الأنبارى صاحب كتاب الوقف والابتدا فى القرآن قيل إنه حفظ أربعة وعشرين صندوقا من العلم.
وكان يعد من القراء والمحدثين.
وقال له الخليفة يوما أتحسن تعبير الرؤيا؟ قال نعم ، فذهب من ليلته وحفظ كتاب القيروانى (وكانت) الفتوى تأتيه من المغرب والعراق ، ومن غريب ما اتفق له أنه جلس يوما على باب مسجده فجاءه رجل من أهل الشرطة فقال له يا سيدى أجرنى ، قال له ادخل فدخل فجاء القوم فقالوا له أين ذهب الرجل قال لهم دخل المسجد فلما سمع الرجل ذلك خاف فنظر وإذا بالحائط قد انشق نصفين فخرج منه ودخلوا فلم يجدوا أحدا فخرجوا وذهبوا إلى حال سبيلهم وجاء الرجل إلى الشيخ فقال له الشيخ ما كان الله ليضيع من استجار بأبى بكر الانبارى.
قيل إنه وجد عنده ما يزيد على حمل من الأقلام المبرية وحمل ليف أبيض ويقال إنه حفظ فى ليلة ألف سطر وانه حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وقرأ العلم فى سنة والنحو فى شهر وعلم الفلك فى سبعة أيام وعلم الرؤيا فى ليلة وهذا لكثرة ذكائه وجودة قريحته وسبب ذلك انه لم يأكل مالحا قط.
وقيل له ما الذى يذهب حلاوة العلم؟ قال أكل مال الملوك وقال للسلطان حين قال له كيف أنت وكيف حالك؟ قال أقول كما قال بعضهم لمعاوية كيف تسأل عمن سقطت ثمرته وذبلت بشرته وابيض شعره وانحنى ظهره وكبر سنه وذهب لهوه وكثر سهوه وقرب بعضه من بعضه.
وكان رحمه الله تعالى زاهدا ورعا كثير العلم وقبره بالنقعة معروف يزار.