بأبى الضيف حكى عنه أنه كان يحب الفقراء ويكرمهم غاية الإكرام فبينما هو ذات يوم جالس فى حانوته إذ مر به عشرة ففراء فسلموا عليه فرد عليهم السلام وأضافهم فى بيته وأكرمهم غاية الإكرام وصار يسأل كل فقير عما فى خاطره ثم يحضر له ذلك إلا فقيرا منهم فإنه لم يشته عليه شيئا فسأله عن حاجته فقال له تزوجنى ابنتك وكانت ابنته جميلة فقال له حتى أشاورها فذهب إليها وقال لها قد طلبك منى رجل من الفقراء ليتزوج بك ، فقالت البنت يا أبت تكون هذه السعادة فكتب كتابه عليها وأحضر إليه بقجة قماش وألبسها له وأطعمه طعاما طيبا وأدخله عليها فى تلك الليلة فبينما هو نائم إذ رأى أن القيامة قد قامت والخلق فى المحشر يجتمعون والحق سبحانه وتعالى قد تجلى على عباده وإذا مناد ينادى أين الطرائفى فجىء به إلى الموقف وخوطب أحسن خطاب وقيل له انظر إلى هذا القصر فنظر إليه فإذا هو قصر عظيم فقيل له هذا القصر لك وألبس أثوابا من السندس الأخضر وجىء إليه بحورية عظيمة ثم وضعت له مائدة عظيمة وقيل له هذا كله عوض عما فعلته مع الفقير ثم قيل له هذا وجهى فانظر فبينما هو كذلك إذ استيقظ من نومه فرحا مما رآه من الخيرات فقال أروح إلى الفقير واستأنس به فى بيته فجاء إليه وسلم عليه وقال له كيف حالك فى ليلتك مع زوجتك؟ فقال له الفقير كيف كان حالك فى هذه الليلة مع ربك وقد أعطاك من الخيرات والأنعام فاستبشر بذلك.
وعند الباب الشرقى حوش فيه قبر عليه عمود مكتوب عليه الشيخ أبو الحسن على المعروف بالنعمانى ودفن تحت رجليه الحاج عبد الله بن مسعود نقيب الزيارة كان من الدالين على الخير.